حسن حماده أن يقنع عزيز المصري بالتفاوض والتعامل مع ايطاليا سراً مقابل حطام من الدنيا زائل، وعمل عزيز المصري على خدمة المصالح الايطالية، وقبل جميع شروطهم، وانكشف أمره للمجاهدين، فأحرق الأوراق الخاصة بالمجاهدين والأدوات الطبية وجعلها طعمة للنار، ومنع تسليم الاسلحة للمجاهدين وقرر ترك ليبيا وقطع الاسلاك البرقية، والتلفون حتى لا يجد المجاهدون وسيلة للمخابرة وجردهم من وسائل الدفاع وأخذ سلاح المجاهدين وجعله في أماكن مطمورة وأوعز الى الايطاليين الى محلها، فدمروها بقنابلهم، وغادر درنة ولما وصل طبرق اشتبك مع المجاهدين وقتل منهم خمسة وجرح أكثر من ثمانية عشر وأخذ أسلاب الموتى وحرق ستة من الاسرى المجاهدين وذبح أثنين منهم كالاغنام، وفي طريقه الى السلوم ألتقى بألماظ أفندي يحمل مساعدات للمجاهدين وكان المبلغ الذي معه تسعة آلاف جنيه، فأخذها منه، وباح بجميع الأسرار الحربية لأعداء الإسلام (?).

كان عزيز مصري قد واعد أحمد الشريف بتسليم السلاح والذخائر للمجاهدين قبل رحيله إلا أنه رفض وتذرع بأنه لايركن إلى القبائل البدوية ويخشى أن تهاجمه وقواته عزلاء من سلاحها، لقد أثبتت الوثائق البريطانية التي نشرت مؤخراً صلات عزيز المصري بالمخابرات الانجيلزية (?)، والإيطالية، ولقد قام بحرق الأسلحة التي معه عندما صعد ظهر الباخرة الألمانية التي كانت في انتظاره هناك ولم يكتف بذلك، فقد أشاع لدى وصوله استانبول بأن السيد أحمد الشريف قد خان وتنكر للسلطان العثماني ومساعداته .. مما جعل أحمد الشريف يوفد سفيره عبد العزيز العيساوي إلى استانبول ليوضح الحقيقة للمسؤولين العثمانيين الذين يعرفون صدق أحمد الشريف (?).

ثامناً: استمرار العمليات الجهادية:

ورغم كل الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد عام 1913م، إلا أنها شهدت عدداً من المعارك ضد الإيطاليين في معظم جهات برقة من أشهر تلك المعارك،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015