شبر واحد من البلاد ولا أحيد عن أحد أمرين إما تحرير الوطن وإما الموت في سبيل ذلك) (?).

وقال: (إنني أعاهد الله على أن لا أتساهل مع ايطاليا في حق من حقوق أهل البلاد ولا أتنازل عن مقدار حافر حصاني) (?).

وكان جوابه للوفد الذي أرسله الخديوي عباس وكانت يتكون من انجال محمد عبد المتعال الادريسي، كل من السنوسي ومصطفى، وعبد الحميد بك شديد، بأن شروطه للاتفاق مع ايطاليا هي أن تجلو عن البلاد وليس هناك من سبيل غير هذا السبيل للتفاهم (?).

سابعاً: خيانة عزيز مصري للمجاهدين:

عزيز مصري رجل عصبي المزاج حاد الطبع كثير المطامع حقود، جاء الى برقة من اليمن وكان أول عمله في درنة أن خطب العرب فقال: (أيها الناس إن كنتم مسلمين حقيقة ولديكم ذرة من الشهامة والشرف، فحاربوا العدو الى آخر قطرة من دمائكم) فتكدر العرب منه وقالوا: (ماله يشك في ديننا وشهامتنا ألم يرنا نهزأ بالموت ونذود عن بيضة الاسلام من قبله وهانحن نبلي في الطليان خير بلاء رغم نيران مدافعهم المتهاطلة كوابل المطر) (?) وأراد أنور باشا أن يترك درنة ويذهب الى بنغازي، فرفض الشيوخ والزعماء ذلك وطلبوا منه أن يبقى ويرسل عزيز المصري أين شاء، وأبوا الخضوع لعزيز المصري، فأرسل أنور عزيز الى بنغازي، وبدأ عزيز منذ وصوله الى بنغازي بالهجوم على انور خصوصاً والاتراك عموماً (?)، وكان المجاهدون بادئ الامر لايحصون عليه خطواته، ولايتعقبونه في حركاته لظنهم به خيراً، وعندما وصلت أخبار مطاعنه الى أنور قال: أننا في مصلحة عامة تذيب الاضغان الشخصية فليستمر في دفاعه عن البلاد ولو أصبح رئيسها لكنت عن طيب خاطر من اتباعه مادام ذلك في مصلحة الاسلام وأهله (?).

بعد سفر أنور باشا تولى القيادة العامة عزيز المصري واستطاع العميل الايطالي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015