وكانت أول معركة يخوضها أحمد الشريف (?)، وكان لهذا الانتصار العظيم أثره في جذب الناس الى حركة الجهاد وانتسابهم للأدوار (?).

خامساً: الجولة التفتيشية في الجبل الأخضر:

وبعد أن اجتمع برؤساء الزوايا وشيوخ القبائل شرع أحمد الشريف في جولات تفتيشية ابتدأت من العزيات وانتهت بجدابية، فمر بجميع معسكرات الجبل الأخضر، وفتشها واطلع على سير الأمور فيها، ورتب أمور الضباط، ونظم المجالس الاستشارية بالمعسكرات، ووقعت معارك بين الطليان والمجاهدين أثناء مروره بدواخل البلاد، فاشترك في الكثير منها، وقد لقي في هذه الجولة من الاتعاب والمشاق والسهر وقد أمضه الجوع، وأضناه العطش في كثير من الايام وكان لايبالي بما يلاقيه ولاينظر الى التعب إلا بعين الازدراء مادام ينظر الى ماعند الله من الثواب والجزاء وقد وصفه الكثير من رفاقه بأنه في تلك الحالة كان باسم الثغر، مبتهج الخاطر، مرتاح الضمير، ساطع المحيا، صبيح المنظر، لايركن للراحة، ولايفكر في رغد العيش (?).

يقول شكيب ارسلان عن احمد الشريف: ( .... اشتهر أثناء الحرب الطرابلسية وقام فيها المقام المحمود الذي لم يقمه أحد، ولولاه لم يكن انور، ولا غيره من ابطال الدفاع عن بر طرابلس أن يعملوا شيئاً .... ) (?).

( .. وقد لحظت منه صبراً قل أن يوجد في غيره من الرجال وعزماً شديداً تلوح سيماؤه على وجهه .. وقد بلغني أنه كان في حرب طرابلس يشهد كثيراً من الوقائع بنفسه ولا يقتدي بالأمراء، وقواد الجيوش الذين يتأخرون عن ميدان الحرب مسافة كافية، أن لاتصل إليهم يد العدو فيما لو وقعت هزيمة، وفي احدى المرات، أوشك أن يقع في أيدي الطليان، وشاع أنهم أخذوه أسيراً، وقد سالته عن تلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015