متوجهاً بسيارته الى السلوم، ومنها الى الاسكندرية متنكراً ووصل الى الاستانة للمشاركة في حرب البلقان (?).

توجه عزيز المصري الذي تم تعينه قائداً للجيش أخيراً الى الجغبوب لاستصدار مايلزم من صاحب القيادة الشرعية، فأكرم احمد الشريف وفادته وأمره بالرجوع فوراً الى الميدان الجهادي، وكتب الى رؤساء الزوايا وشيوخ القبائل وضباط الجيش، يأمرهم بامتثال أوامر وكيله القائد الجديد عزيز المصري، وترك أحمد الشريف الجغبوب متجهاً نحو مدينة درنة، ووصل الى موضع يدعى (الظهر الاحمر) يقع جنوبها، فاستقبل استقبالاً عظيماً، وبعد استقابله للشيوخ والزعماء طلب منهم أن يعودوا الى معسكراتهم ثم أصبح بين المجاهدين، وبذل كل جهوده لتنظيم حركة الجهاد أثر الانسحاب العثماني، وكتب منشوراً الى مشايخ الزوايا والقبائل يعلن فيه استمرارية ومواصلة الجهاد، وطلب من كل مسلم من سن الرابعة عشر حتى الخامسة والستين أن يذهب الى ميدان الجهاد مزوداً بمؤونته وسلاحه (?) وقام بتفقد المعسكرات، وأبدى نصائحه وآراءه حول الاستعداد لمواصلة الجهاد بدون الاتراك وأصدر أوامره التنظيمية للمعسكرات والمجاهدين.

عزم الايطاليون على سحق قوات احمد الشريف، فدبروا تنظيم حملة قوية قوامها خمسة آلاف جندي مسلح، تسليحاً حديثاً لضرب معسكري المجاهدين في سيدي عزيز، وسيدي القرباع على ضفتي وادي درنة. وفي اليوم السادس عشر من مايو سنة 1913م أي في نفس اليوم الذي وصل فيه احمد الشريف الى منطقة الظهر الاحمر جرت معركة مهولة عرفت باسم سيدي القرباع، واشتهرت باسم (يوم الجمعة). وقد تمكن المجاهدون بفضل الله من تحقيق الانتصار الحاسم في تلك المعركة وقد أصيب الكثير من ضباط القوات الإيطالية بالجنون وجيء على تلك القوة باجمعها فكسى أديم الأرض بأشلاء الموتى، والجرحى والعتاد المبعثر هنا وهناك،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015