وفي هذا اللقاء تم التصديق بين الرجلين على تأسيس الحكومة السنوسية لتسد الفراغ الذي ترتب على انسحاب تركيا من ولاية طرابلس وملحقاتها (?)، ولم يطلب أحمد الشريف من أنور بك غير شيء واحد وهو مساعدته بالاسلحة والعتاد الحربي (?) ولم يكن المجاهدون في برقة وحدهم الذين قررواالمضي في القتال ورفض الصلح مع إيطاليا على أساس غير الجلاء من بلادهم، فقد أرسل سليمان الباروني برقية الى مجلس النواب العثماني يعارض فيها باسمه وباسم المجاهدين عقد أي صلح مع ايطاليا لايكفل انسحابها الكلي من أراضي ليبيا العزيزة (?).
أنسحب أنور باشا الى بلاده واستطاع أن يحقق انتصارات للحكومة التركية وللأسف الشديد استطاعت الصهيونية العالمية، والمحافل الماسونية أن تستخدم هذا الرجل في إفساد الخلافة وإسقاط الخليفة السلطان عبد الحميد الثاني ولم ينتبه إنه إلعوبة في يد أعداء الاسلام إلا بعد أن سبق السيف العذل وقد مدح صاحب كتاب الفوائد الجلية، وصاحب كتاب برقة العربية أنور باشا كثيراً.
لقد اعترف أنور باشا بأنه استغل من قبل أعداء دينه، وأمته وشعبه ووطنه، ولم يكن يدري لقد قال بعد فوات الأوان! إن مصيبتنا قمنا بالانقلاب ونحن آلة في يد الصهيونية ولم نكن ندري كنا أغبياء (?).
إنها لعبرة للضباط والزعماء الذين يريدون خدمة شعوبهم الاسلامية ان يعرفوا اين يضعوا أقدامهم؟ وبمن يثقون؟ وكيف يتصرفون؟ حتى لايندموا حين لاينفع الندم.
جمع أنور باشا بعد رجوعه الى الجغبوب الضباط العثمانيين وأبلغهم حقيقة الأمر وسرهم بأن السيد أحمد سيحل بينهم في القريب العاجل ثم غادر أنور درنة