ويتحدث بإعجاب عن شجاعة قبيلة الحسا وموقفها الصلب من الايطاليين فيقول: (استلمت اليوم الانباء الاولية من درنة، خسارة الايطاليين تفوق توقعاتي بلغت (800) قتيل وجريح، عثر الايطاليون على الجرحى الذين تخلينا عنهم والبالغ عددهم (21)، اكثريتهم من رجال قبيلة الحسا، من ابناء جبل برقة، فقد أرسل الايطاليون رسولاً ليبلغهم: الموافقة على اطلاق سراح الجرحى اذا تخلى ابناء حسا عن الاشتراك في القتال، وكان رد القبيلة كالآتي: إنكم أتيتم لتدمير بلادنا، سنبقى أمناء لاوامر الله والسلطان، اتحدنا لنحاربكم، اعتبرنا الاسرى موتى منذ فترة وبكيناهم، ولكن كل ذلك مضى، وسواء اطلقتم سراحهم أم لا فسنحاربكم حتى آخر رجل، نوصيكم بمعاملة الاسرى بالحسنى ولاتنسو مافي أيدينا من رجالكم. أشعر بالفخر لكوني قائداً لمثل هؤلاء الرجال، ولأنني أحارب معهم في صف واحد ... ) (?).
ويتحدث بفخر عن المجاهدين فيقول: (جنودي شجعان مستمرون في تأدية واجباتهم، هناك عائلة لم يبق من أفرادها غير الأب، قتل أولاده الاحد عشر، وصهره؛ عندما قدمت له التعازي قال لي: إنني فخور وسعيد؛ لأنهم قتلوا في المعركة من أجل الوطن والدين) (?) لقد تأثر الضباط الاتراك لما رأو من شجاعة اجدادنا، فهذا الضابط العثماني أمين بك الذي يبلغ من العمر ثلاثاً وعشرين عاماً يتحدث في رسائله الى زوجته عن مارآه في ليبيا نقتطف منها حديثه عن الشيخ لطيف بن طويلة فيقول: كان خطيبا بارعاً، ومجاهداً قتل أولاده في طبرق وذكر في رسائله بعض خطبه التي كان يلقيها على المجاهدين فبين أن الشيخ أكد بالحاح على ان الحرب ليست سياسية بقدر ماهي دينية، وفي هذه الحرب لاتجابه امم بعضها البعض وإنما هي أديان تجابه أدياناً، وأن العرب يجب ألا يدافعوا عن ارضهم فحسب، وإنما أيضاً عن عقيدتهم وتقاليدهم ... وأقسم على القتال حتى لايبقى في