من مواجهة الموت مع رفاقهم جنباً الى جنب، لهم ايمان راسخ بأن أقدارهم مرسومة بارادة الله، فمهما يكن لن تتغير، فاذا حان الاجل لن يتخلص منه أي مخلوق. ولهم قول مأثور رائع:
(إذا أراد الرب فلا مناص من الشهادة؛ فالشجاع يموت مرة واحدة، أما الجبان فيموت كل يوم مائة مرة) (?).
ويتحدث عن تشكيلات المجاهدين ودور المرأة في الجهاد فيقول: ( ..... وعلى الاغلب يكون هناك جمل واحد من نصيب كل عشرة مقاتلين، وعليه يحملون الخيمة التي يشتركون فيها، وترافقهم امرأتان من العشيرة تعملان على أعداد الخبز وخياطة الملابس، وتنظيف السلاح) (?)، ويتحدث عن اشتباك وقع بينهم وبين الايطاليين استمر لمدة تسع ساعات، حقق المجاهدون فيه نصراً عظيماً وكان من بين الجرحى مجاهدة اصيبت بقذيفة في صدرها رغم ذلك رفضت البقاء بالمستشفى وعادت الى الجبهة لتلهب معنويات المجاهدين (?).
ولقد تأثر أنور باشا بالمجاهدين وقال عنهم: مثال رائع وفريد للتفاني بدون قيد أو شرط (?). وقال: تلاشت ذكرياتي عن حياتي الماضية، وأصبحت في طي النسيان، وأشعر كأنني لم أعاشر احداً غير العرب، ولم أشاهد، مكاناً غير الصحراء، رغم مااقضيه من ايام محرومة من كل شيء فإن هذه الحياة تولد لدي احاسيس غريبة، هذه الحياة تتخلها حوادث تسعدني كسعادة الطفل في العيد (?).
ولقد اعترف انور باشا بتأثير احمد الشريف على سير الحرب ضد ايطاليا فقال: ( .... رسائله تشكل بصورة واضحة اهمية كبيرة بالنسبة لي كرمز للصداقة، ولأنه الشخص الوحيد الذي يتمتع بتأثير سلبي أو ايجابي في هذه الحرب .... ) (?).