يقول أمين سعيد في كتابه الاستعمار الفرنسي والايطالي في بلاد العرب تحت عنوان السنوسيون في الميدان: (وأسرع السنوسيون في مقاطعة برقة عاصمتهم وسكانها من أتباعهم ومريديهم لتأييد الدولة وشد أزرها، يتقدمهم شيخهم الأكبر السيد أحمد الشريف وجاء شيوخ الزوايا للجهاد يقودون رجالهم فأبلوا البلاء الحسن في الكر والفر، وجددوا عهد المفاخر العربية، وأدهشوا العالم بما أبدوه من بسالة وشجاعة ... فقد اصلى السنوسيون نار هذه الحرب في برقة من الأول الى الآخر فكانوا رجالها وقوادها وكانوا آخر من جلا بعد أن فقدوا الجانب الأكبر من أقطابهم وشيوخهم) (?).
ومع مجيئ انور باشا لقيادة عمليات المجاهدين ضد ايطاليا في شرق ليبيا أصبحت الجبهة الشرقية، البرقاوية تشن هجومات مكثفة على الايطاليين، وكان علاقة احمد الشريف بأنور بك علاقة قوية ومحترمة وكانت الرسائل لا تنقطع بينهما، ففي شهر ابريل سنة 1912م بعث احمد الشريف برسالة الى أنور بك، يظهر فيها تأييده للدولة العثمانية، ويشكر أنور كثيراً لجهاده وقتاله للطليان ويعد بالنصر المبين من عند الله تعالى (?) ويذكر أنور بك في مذكراته أن رسالة وصلته في أوائل شهر يوليو من السيد أحمد الشريف يشكره فيها على جهوده وجهاده، ويحثه على المزيد، ويدعو الله لنصرة الاسلام وقهر أعدائه الايطاليين (?)، لقد بذل أنور باشا مجهوداً عسكرياً، وأخلص في حربه ضد إيطاليا وأحبه الشعب الليبي لنشاطه، وشجاعته النادرة، فكان محل تقدير الشيوخ وأعجابهم، وأحب أنور باشا المجاهدين الليبيين وأظهر أعجاباً بهم في مذكراته حيث يقول: (القبائل العربية ترسل لي مقاتليها، ويأتون على شكل جماعات صغيرة، كل واحد يحمل سلاحاً قديماً على كتفه، رابطاً رصاصاته في حزامه وفي يديه بضع كيلوات من الدقيق، وبين القادمين مسنون بيض اللحى، وصبيان لم يبلغوا سن الخامسة عشرة. ان أعمارهم لاتمنعهم