وصول إمياني الى سرت جرد جميع العرب من الاسلحة وعقد مجلساً عسكرياً وحكم بالاعدام على كثير من السكان ومن أبناء العرب الذين ألتجأوا الى سرت وفي مقدمتهم من الاعيان والرؤساء، والحاج محمد القاضي من مسلاته، والحاج محمد بن مسعود من قماطة، وحسونة بن سلطان، وأبوبكر النعاس، وأحمد بن عبد الرحمن من ترهونة، وقتل من غيرهم نحو سبعمائة، وأصدر أمراً بالقتل العام، فصار الجند يقتلون الناس في الشوارع وعلى أبواب البيوت، ويربطون العشرة والعشرين في حبل واحد ثم يقتلونهم، ورمى كثير من الناس بأنفسهم في البحر فراراً من التمثيل بهم، فكان منظراً مريعاً، وبعثوا الى روما نحو ألف أسير أكثرهم من السكان والحمالين الذين استأجروا جمالهم (?)، وبدأت قوات المجاهدين في تطهير البلاد من الأنجاس المعتدين، وتركت الحاميات الايطالية، حصونها بسهولة وهامت على وجهها عبر التلال والسهول المحرقة الجافة، وحررت مزدة، والقصبات، وسرعان ماوصل المجاهدون الى بن غشير، على بعد 15 ميلاً من طرابلس، وصدرت الأوامر للايطاليين بالانسحاب الكامل الى الساحل وقضي على حامية ترهونة كلها أثناء هروبها الى البحر، واستسلم ألف إيطالي في بني وليد بدون مقاومة، وانسحبت حامية غريان الى العزيزية، ثم اجبرت على الانسحاب بسرعة الى طرابلس وأخليت مصراته وزوارة (?).

لقد كانت القيادة الفعلية لمعركة القرضابية للسيد المجاهد الشهير صفي الدين السنوسي والقادة السنوسيين الذين معه وقد ساندهم مساندة فعّالة المجاهد رمضان السويحلي بجنوده وانضم معهم في الوقت المناسب.

وقد تفجرت ملكات الشعراء بسبب انتصار المجاهدين في القرضابية، فهذا الشاعر محمد عبد الله معتوق المصراتي يصف شجاعة المجاهدين في القرضابية ويمدح رمضان السويحلي على موقفه البطولي في المعركة فقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015