القوات المعتدية، وارتفعت الروح المعنوية لدى المجاهدين السنوسيين، وعندما سمع (مياني الخبر) جرد الليبيين من السلاح وكلفهم بنقل المؤن فقط، ووضع الاعيان بسيارات خاصة، وبذلك خسرت القوات العربية، اضافة الى جيش وروفله وتقدمت قوات احمد سيف النصر يقتفي أثرها خلسة، فكان يختفي بالنهار ويقتفوا أثرها ليلاً وكان من المؤكد عند الطليان أن أحمد سيف النصر ذهب بقواته ليغزو ورفله وقدر الله تعالى وصول قوات جهادية الى المعسكر السنوسي بعث بها صالح باشا الاطيوش من جهة الخشة، كما وصل عبد الجليل سيف النصر وأخيه عمر بنجدات أخرى، واشتبك الفريقان في معركة طاحنة يوم 14 جمادى الثانية 1333هـ، وقد سيطر بادئ الأمر الطليان حتى كادوا أن يحوزوا الراية السنوسية، وعندها باغتهم احمد سيف النصر من الخلف واشتدت المعركة حول العلم السنوسي، فأنقذ بعد أن استشهد الكثير من المجاهدين حول البيرق السنوسي (?)، واستطاع رمضان السويحلي في تلك اللحظات الحرجة أن يصل الى جنوده من مصراته وأصدر أوامره بإطلاق النار على الطليان، فأطلقوها عليهم من الخلف، فكانت بداية النهاية، فحاص الجيش في بعضه حيصة الحمر، ورجعت اولاه على أخراه، واختلطت خيله برجله، وارتكس بعضه في ذلك الجيش ولم ينج منه إلا 500 جندي (?)،

ونجا العقيد امياني الى سرت مجروحاً مع من بقي من جيشه، وبقي في مكان المعركة كل ماكان مع الجيش من معدات الحرب وعتادها: من إبل وخيل، وبنادق، ومدافع، ورشاشات (?)، ومن بين ماغنمه المجاهدون صحيحاً اثنى عشر مدفعاً من مدافع الميدان، وعشرين مدفعاً رشاشاً، وسبع سيارات، وعشرون ألف بندقية، وقسماً عظيماً من الذخيرة وقسم المستشفى العسكري بجميع معداته، وجميع المؤن (?).

وكان أفظع مايقع عليه نظر الانسان تلك الأكوام من الجثث البشرية، وبمجرد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015