جمع الطليان قوات كبيرة وأرغموا سكان السواحل، التي يحتلونها بالانضمام الى قواتهم، وكان على رأسهم رمضان السويحلي زعيم مصراته، فالتقوا بالمجاهدين عند القرضابية، أو قصر بوهادي، وكان رمضان السويحلي على مايبدو قد اتفق مع السنوسيين على أن يندس بقواته مع الجيش الايطالي الذي كان يقوده الكلونيل (ماني) يقول الشيخ الطاهر الزاوي: (وقد تواترت الأخبار عمن لهم صلة برمضان بأنه كان يعتزم الانقلاب على الجيش الإيطالي إن لم يوافق المجاهدون على الصلح، وقد صرح رمضان بهذا للشيخ محمد بن حسن حينما قال له -والجيش على أهبة الخروج من مصراته- كيف تحارب اخوانك المسلمين؟ فقال له رمضان: أنا ذاهب لدعوتهم الى الصلح، فإن امتنعوا فسأنقلب معهم على الطليان، واعتزام رمضان الانقلاب على الطليان لايشك فيه إلا مكابر) (?).
وبدأت المفاوضات بين الجيش الايطالي والسنوسي، من أجل الصلح، وقام العقيد مياني بإرسال وفد من زعماء العرب يتكون من اربعين فارساً، ولما وصل الوفد الى الجيش السنوسي رفض الرجوع، وكان ذلك في 11 جمادى الثاني سنة 1333هـ ورجع بعض الافراد الى القوات الايطالية.
خدعة حربية من المجاهد الكبير صفي الدين:
أمر صفي الدين حمد بك سيف النصر بأن يعلن جهاراً بأنه سيغزو ورفلة، وسرعان ما وصل الخبر الى العدو بواسطة الاشخاص الذين عادوا من المعسكر، وبعض الجواسيس، فاتفق رأي القائد الايطالي وأركان حربه أن يرجع عبد النبي بالخير بقواته للدفاع عن ورفلة قبل أن يصلها سيف النصر وبذلك خسر القائد الايطالي هذا القسم من قواته وقائده عبد النبي، وقبل اندلاع المعركة اعلن صفي الدين بأن الليبيين الذين مع الجيش الايطالي هم مع المجاهدين وسوف ينقلبون على