وبناءً عليه وحسبما خولني جلالة ملك إيطاليا العادل المنصور وحكومته اعلنتكم بما تقدم، وسيجرى مفعوله من هذا اليوم من شهر شوال سنة 1329هـ، ليبقى كأساس للعلاقات المستقبلية التي ستوجه بين الحامية، والمجتمعين، وبين الايطاليين وسكان هذه البلاد، والتي واثق بأنكم تقبلون هذا المنشور بسرور قلبي، لأنه سيكون قانوناً يجب أن يحفظ بأمانة، واستقامة ضمير، وشهامة من كلا الطرفين، واذا وجد من لا يحترم الشرائع ولا يعتبر الاشخاص او يمس حرمة النساء، او يخترق حرمة الملك، او يقاوم، أو يثور على ارادة العناية الالهية التي ارسلت ايطاليا الى هذه البلاد وباسمها صدرت لي هذه الاوامر، قبلها ممن يمتلك حق الامر فسيكون الانتقام منه عظيماً، وسأحافظ على تنفيذها بالقوة الموكلة لعهدتي لنبراس العدل والحق، فياسكان طرابلس، وبرقة والمقاطعات التابعة لها اذكروا ا، الله قد قال في كتابه العزيز: "لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين"، وقد جاء أيضاً: "وإن جنحوا للسلم فأجنح لها وتوكل على الله"، وجاء أيضاً: "ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون" أي الذين يصلحون الأرض، ويمنعون منها الفساد، ينشروا فيها العدل والعمران، وجاء أيضا: "وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لايكونوا أمثالكم" (?)

أي لاتفسدوا في الأرض إن توليتم أمور الناس وتقاتلوا بعضكم بعضاً، إن الذين يفعلون ذلك يلعنهم الله ويصمهم ويعمي أبصارهم ويستبدلهم بغيرهم وجاء أيضاً: "قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء، بيدك الخير إنك على كل شيء قدير"، وجاء أيضاً: "ومن لم يحكم بما أنزل الله، فأولئك هم الظالمون"، فأرادة الله ومشيئته سبحانه وتعالى قضتا أن تحتل إيطاليا هذه البلاد لأنه لايجري في ملكه إلا مايرى فهو مالك الملك وهو على كل شيء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015