وعند وصوله إلى هناك أمره شيخه بالتوجه لنشر الدين الإسلامي، وصد التغلغل التبشيري المسيحي في بلاد السودان (تشاد الحالية والنيجر).

سافر إلى هناك عام 1896م وأسس زاوية (قرو) وعدة زوايا أخرى وأستقر (بكانم) حيث تتواجد القبائل العربية الليبية، أولاد سليمان وغيرها، وأرسل في إحضار جزء من أسرته حيث لحق به أبناه عبد الله، وعبد العالي، وبقيت الأسرة في مزده، واستمر في جهاده في الصحراء أكثر من عشر سنوات، لقد شارك في الجهاد ضد فرنسا واصطدم بقواتها وساهم بنفسه وماله في حركة الجهاد في زمن المهدي السنوسي، وأحمد الشريف (?).

وكانت له أشعار رائعة في مدح الإمام الثاني للحركة السنوسية، ومنها قوله:

هو المرتجى للدين ينصر حزبه ... فتعضده الأنصار والنصر والنصل

تجر بحوراً من بني العرب ترتمي ... بأمواج آفات هي الضرب والقتل

إذا صففت تحت العقاب جنوده ... تخال جبالاً فوقها شعل شعل

وإن زحفوا يوم اللقاء حسبتهم ... سيول خيول برقها يبرق يعلو

كأن مثار النقع في حومة الوغى ... غيوم بها برق الصوارم ينهل

إمام الهدى نافي الردى قاهر العدا ... فدونك عجل قد تطاولنا الذل

تجد من بني الإسلام أخلص عصبة ... جحاجح أبطال متى قلت لايألوا

هم القوم إن قالوا فثق بمقالهم ... فلاشك عندي ان سيعقبه الفعل

وإن عطفوا بعد الفراغ الى الحمى ... رأيت وجوه الحق بالبشر تنهل (?)

ثم ينتقل بعد هذه الإشادة بالمجاهدين، إلى تقريع الفرنسيين الذين نعتهم بـ (الشياطين) لأنهم ناصبوا الدعوة الإسلامية العداء، واصلوا أهل البلاد الاصلاء نار حامية، فنراه يتولاهم بالوعيد والتعنيف حيث يقول:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015