يقين، وليس هناك سلطة أخرى غير سلطته، لأنّ العالم قد قسم فأخذ كلّ واحد نصيبه -وذلك بمشيئة الله - وأنتم من الجزء الذي يقع في نصيب السيد محمد العابد. يا أيها الناس فكروا جيداً، إننا مبعوثون من عنده لنهديكم إلى الصراط المستقيم ونقوم بإدارة بلادكم، فلتبق هذه الكلمات في ذهنكم وتقبَّلوا تحيات خادم الطريقة المجيدة الشريفة الصحيحة الطريقة السنوسية ... ) (?).
ومن قيادات الحركة السنوسية التي قادت حركة الجهاد ضد فرنسا في تشاد ولد بمزدة سنة 1268هـ الموافق 1851م، من أسرة تنتمي للعباس بن عبد المطلب، جاء جدها الأول من المدينة المنورة ونزل بواد قرب بلدة سنار بالسودان، فسمي الوادي باسمه (وادي مدني).
انتقل والده إلى مكة حيث درس الفقه وعلوم الدين على يد الشيخ أحمد بن إدريس حيث التقى هناك بالشيخ محمد بن علي السنوسي، والذي عاد برفقته إلى ليبيا واشتركا في تأسيس الزوايا لتعليم القرآن، وعلوم الدين، حيث شرع الشيخ السنوسي بتكوين زواياه بالجبل الأخضر، وفي المناطق الشرقية من ليبيا، وبدأ الشيخ عبد الله السني في تأسيس زواياه في غرب ليبيا حيث أسس زوايا في غدامس، ومزدة، والحرابة، ومصراته وغيرها.
ولما توفي الشيخ عبد الله سنة 1296هـ تولى ابنه إدارة الزوايا وتأسيس زوايا أخرى حيث أسس زاوية غريان، والقلعة، والعمامرة، والرحيبات وكان رجلاً مباركاً سعى إلى إخماد الكثير من الفتن بين القبائل، وفي عام 1313هـ عاد أخوه عبد السلام من الكفرة بعد أن أنهى تحصيله العلمي، فترك له أمر الزوايا وذهب إلى الكفرة لملاقاة الشيخ محمد المهدي السنوسي، الذي تولى أمر الدعوة بعد وفاة والده.