رويدكم أهل الجحيم فإنه ... سيبدؤكم منه الذي كان من قبل
فينسى فرنسيساً بتونسه أنسه ... ويحرز كفراً بالجزائر قد حلوا
فتطهر أرض طالما قد تنجست ... فأفعالهم سيل الدماء لها غسل (?)
وشارك هذا الشيخ الجليل في الجهاد ضد ايطاليا، استطاع ابنه المهدي تفجير ثورة 1914م - 1915م في فزان ضد إيطاليا واستولى على قلعة (القاهرة بسبها).
واستمر ابنا محمد عبد الله السني يقودان الجهاد ضد ايطاليا حيث تولى المهدي قيادة الجهاد في فزان، وأحمد قيادته في منطقة الجبل الغربي إلى أن ضعفت المقاومة وانتقل المجاهدون إلى فزان، وفي أوباري قدم الشيخ محمد بن عبد الله السني إلى الأسرة حيث التقى بها بعد غياب دام ثلاثين سنة، ولكن الإيطاليين طوقوهم في أوباري حوالي عام 1930م، وحكم على الشيخ وأبنائه بالإعدام، ولكن عفواً عاماً شملهم، فوضعوا جميعاً تحت الإقامة الجبرية بمزده بعد أن صودرت ممتلكاتهم وأحرقت مكتبة مزدة (?). وفي عام 1932م، توفي محمد عبد الله السني -رحمه الله- ويعتبر هذا العالم والمجاهد الكبير من شعراء الحركة السنوسية، وقد تعرض الأستاذ محمد مسعود جبران لهذا الجانب على قلة ماوصل إليه من شعره وقال: (في الحق إن شعره - على قلته- استطاع أن يرسم لنا إلى حدما شخصيته، ويصور لنا جوانب من أخلاقه ومثله التي كان يؤمن بها، في الاعتزاز بالدين، والذود عن العرين وفي شوقه وحنينه للمدارج التي تربى بها، والبوادي التي كبر بين أحضانها، ويبين عن العهود التي وثقت صلاته بالعلماء والمجاهدين ... ) (?).
ومن قصائده التي يصف فيها مقاومته الصحراء ونصبها وعنتها قوله:
يامن لهم همم نأى مقصودها ... مجرى المطي إلى المرام يذودها
متحيراً من عز مشرقه الذرا ... نسا عياهل في رضاك يقودها