الجنوب الجزائري، فقد تمّ إخلاء حصن (بولينياك)، وهاجم السنوسيون حصن (موتيلانسكي) (?).
(كان الموقف الأوروبي هو الذي استهدفته مسألة (كاوصن) وهدَّدته في إفريقيا الوسطى، ألم يكن كاوصن لديه مشروع التوغل في بلاد الهوسا، وحينئذٍ تضامن الإنجليز والفرنسيون الذين كانوا قبل سنوات يتنافسون على هذه الأراضي التي لايفصل بينها إلا خطّ وهمي يمرّ من ساي - بارُّو - فحاولّوا نسيان منازعتهم القديمة لمواجهة عدوهم المشترك) (?).
وهكذا توحدت جهود فرنسا وبريطانيا، وعملاء المنطقة على محاربة المجاهدين، وعلى رأسهم كاوصن (?)، ولقد، اندلعت معارك ضارية بين القوات الأوروبية، وقوات المجاهدين وكانت الغلبة للقوة التي ملكها الأوروبيون، وقد فصل الدكتور محمد القشاط تلك المعارك (?) لقد أتعب كاوصن الفرنسيين، وقد أبلى بلاء حسناً، وكانت وفاته في ليبيا، حيث تعرض لكمين من بعض القبائل التي كانت تكن له الكراهة والبغض نتيجة لسوء تفاهم بينهم، فعندما مرّ بحطية أم العظام في جنوب ليبيا بمنطقة فزان هاجمه مجموعة من الرجال، فأمر مجموعته بعدم إطلاق النار قائلاً: (هؤلاء لابدّ مسلمون جهلونا، فالفرنسيون بعيدون من هنا وكذلك الطليان) وتقدم ليوضح لهم فقبضوا عليه، وضربه رجل اسمه العياط بالسوط فقال كاوصن مخاطباً العياط:
(أنا كاوصن لا أضرب بالسوط اضربني بالرصاص) فأخذوه حيث أمروه بحفر قبره بيده وقتلوه بعد أن صلَّى ركعتين في 5 يناير 1919م).
وهكذا انتهت حياة هذا المجاهد العظيم على يد أحمد العياط الذي قتل عام 1924م على يد أحد المجاهدين بالحمادة الحمراء وهو يقاتل مع الطليان (?).