أما بقية المجموعة من مجاهدي الصحراء فإنهم حين سمعوا بخبر كاوصن وظهرت لهم الحقيقة رجعوا إلى النيجر، حيث انسحبوا ليلاً، وأخذوا معهم زنادات المدافع، وتابعتهم قوات خليفة الزاوي التابعة للأتراك الذين رغبوا مابين عامي 1916م-1918م في القضاء على نفوذ السنوسية في فزان والذي كان يقوده محمد عابد السنوسي.

ووجدتهم قوات الزاوي اثنين منهم مغمى عليهما من العطش فاسعفاهما وأرجعاهما إلى حيث دفنوا زنادات المدافع وقتلاهما، ومع الأسف الشديد، والحزن العميق كان أحد أولئك القتلى السلطان المجاهد الخورير سلطان والليمدن الذي لم يستطع مواصلة السير من العطش، وسلّم ولده الصغير محمد لأحد رفاقه وسقط هناك.

واستمر عبد الرحمن تاقامة يقود المجموعة المنهكة، والقليلة الزاد، والذخيرة، راجعاً إلى الصحراء متخذاً من جبالها درعاً له (?).

إن تلك الفتنة التي حدثت بين خليفة الزاوي، ومحمد عابد السنوسي ساهمت في إجهاض حركة الجهاد في الصحراء الكبرى (?) وإني أعرضت صفحاً عن تفصيلها، وأسبابها أما عبد الرحمن تاقامة، فقد كان على علاقة وثيقة بالحركة السنوسية، ولذلك استجاب لنداء الجهاد المقدس ضدّ فرنسا، عندما وصله من زعامة الحركة، وساند حركة محمد كاوصن، وكان يموّن ويموّل المجاهدين طوال حصار أقدز في النيجر، والذي استمر قرابة الثلاثة أشهر، وعندما فك الحصار المجاهدون انسحب معهم، وقاتل فرنسا بضراوة، إلى أن وصل فزّان حيث استقبلهم خليفة الزاوي حاكم مرزق محارباً، ولما قتل كاوصن انسحب عبد الرحمن تاقامة عائداً إلى الصحراء.

كان الفرنسيون يتابعون الأحداث:

يقول ساليفو:

(كان الفرنسيون يتابعون تطورات الوضع السياسي في فزّان عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015