المبحث الثاني
احمد الشريف يتولى قيادة الحركة
ولما شعر محمد المهدي بدنو أجله، عهد الى ابن أخيه بالقيادة، لما توسم فيه من القدرة على الاضطلاع بأعباء الحركة، والوصاية على الخليفة الشرعي (ادريس)، ولما لمس فيه من صفات قيادية، واستعداد فطري، وخبرة اكتسبها في معاركه ضد فرنسا أهلته لتولي القيادة (?).
وكان اسناد الزعامة الى احمد الشريف قد صادف قبولاً وارتياحاً من جانب جميع الأخوان الذين اجتمعوا بالكفرة يوم 12 ربيع الأول من عام 1220هـ الموافق ليوم 19 يونيو 1902م حيث جرى الاحتفال بانتخاب احمد الشريف (?).
استمر احمد الشريف على نهج زعماء الحركة السنوسية، فواصل الجهاد ضد الاستعمار الفرنسي، ونشر الدعوة الاسلامية بكل حكمة في أفريقيا، واتخذ من الكفرة عاصمة للحركة السنوسية وأناب عنه محمد السني لإدارة أمور الجهاد، وشرع احمد الشريف في تشكيل جبهة اسلامية، ضد الغزو الفرنسي الزاحف من جنوب تشاد الى شرقها وشمالها، فقام بالاتصال بسلطان وداي (داود مرة) سنة 1903م، وأقنعه بسحب اعتراف وداي بالحماية الفرنسية على كانم، وباقومي، واستجاب السلطان داود لذلك وسحب اعترافه بالحماية الفرنسية (?)، واتصل بالسلطان على دينار (سلطان دارفور) الذي أعلن توحيد جهود المسلمين ضد الغزو الصليبي الأوروبي (?)، لقد رأى احمد الشريف أن التوسع الفرنسي في الصحراء الأفريقية يعتبر تهديداً مباشراً لحركته الاسلامية الدعوية، ولتجارة القوافل التي كانت تدعم بمردوداتها الاقتصادية نظام زواياه في تلك المناطق (?).