لقد كان تجار القوافل التابعين للحركة السنوسية من اعمدة الحركة الاقتصادية، ولنضرب مثلاً على ذلك بالحاج احمد الثني الغدامسي الذي كانت له تجارة عظيمة مع أهل برنو وواداي وغات ومصر وطرابلس وتونس، وكان جميع مايأتي الى جغبوب يأتي على يديه وهو الذي يجلبه الى هناك بأثمان متهاونة، رفقاً بالاخوان ولذلك كان من المقربين من الشيخ محمد المهدي (?).
إن الحركة السنوسية في بداية أمرها لم تكن لها سلطة الحكام الذي يدبرون الشؤون العامة كالعزل والتولية وإقامة الحدود، وجباية الاموال، وتنفيذ الاحكام، بل كانت بداية أمرها، الاهتمام بالدعوة الى الله، وارشاد العباد الى العمل بما يأمر به دينهم الحنيف ويسعون لإصلاح ذات البين، ويتبادلون النصح للحاكم والمحكوم، ويرشدونهم الى تعاليم كتاب الله، وتعليم سنة رسوله، ويحرضونهم على بناية المساجد لاقامة الشعائر الاسلامية فيها، ويقومون هم واتباعهم بعمارة هذه المساجد بتعليم كتاب الله، والصلوات فيها، ويبذلون الجهد لفض المنازعات مابين القبائل والمتخاصمين ويعلمونهم كيفية اخراج زكاة أموالهم، وكيفية عقد انكحتهم، ويحرضونهم على نبذ العادات المخالفة للشرع، وبدأ جهادهم المنظم لحكومة فرنسا التي بدأت بالاعتداء على دعوتهم وحركتهم وقاوموا فرنسا غيرة على الدين الاسلامي الذي نشرته الحركة ودعاتها في مجاهل أفريقيا (?)،
لقد قام الفرنسيون بعد ما دانت لهم تشاد عام 1909م بهدم مراكز الاصلاح والارشاد التابعة للحركة السنوسية، وإلغائها، واستطاع احمد الشريف أن يقنع العثمانيين بضرورة دعمه، والوقوف مع حركته، واسفرت مفاوضاته مع العثمانيين عن ارسال جند من النظاميين الى برقو والتبستي وتأسيس قائمقام في الكفرة، عين بها الشيخ كيلاني الأطيوش من قبيلة المغاربة الرعيضات وهو والد المجاهد الكبير الذي دوخ ايطاليا صالح باش الأطيوش، ورفعت الراية العثمانية في (وان) بالقرب من عين كلك، وكان المشرف على حركة الجهاد الشيخ الجليل محمد السني الذي