ينشر دعوته الاسلامية الدينية، وأخذت شعوب تلك المناطق تدخل في دعوة الاسلام طوعاً، وتنضوي تحت زعامة الحركة السنوسية مختارة، وكانت فرنسا تراقب تحركات الحركة السنوسية، وتستعد لمعركة فاصلة معها، وخصوصاً بعد أن استطاعت القضاء على مملكة رابح الزبير وهزمته في معركة لختة ثم تم قتله في عام 1900م وخضعت لهم سلطنته وباتوا يهددون كانم (?) وكان زعيمها قد: (ارسل محمد البراني الى كانم فبني زاوية في بير العلالي، وطفق يجمع جيوشاً من قبائل التبو، والطوارق وأولاد سليمان، والزوية، والمجابرة لمواجهة الزحف الفرنسي) (?).

تقدم الفرنسيون نحو كانم في حملة مجهزة بالاسلحة والمعدات الحديثة، واستعد السنوسيون لملاقاتهم فوضعوا حامية كبيرة في بير العلالي، واشتبكت الحملة في معركة حامية الوطيس مع الاخوان السنوسيين، وكان النصر حليف المدافعين برئاسة الشيخ محمد البراني الساعدي فأرتدت الحملة الفرنسية خائبة بعد أن تركت ميدان المعركة زاخراً بأشلاء الموتى، والجرحى، والمعدات واستشهد عدد غير قليل من بينهم، الشيخ عبد الله بن موسى فريطيس، ووصل الخبر الى الامام المهدي، فأرسل من عنده نجدة لمعاونة المجاهدين واستأنف الفرنسيون زحفهم مرة أخرى، وكان عدد شهداء المعركة الثانية مائة شهيد، من بينهم كل من الشيوخ؛ غيث سيف النصر، ابوبكر قويطين، يونس بدر، السنوسي خيرالله وشقيقه عبد الله، وغيرهم، وقد بلغ عدد الأموات من الفرنسيين مائتين وثمانين منهم خمسون وعشرون ضابطاً. وفي اليوم التالي من هذه المعركة زحف الفرنسيون بعدد كبير من الجيش تعززه قوات احتياطية، فاشتبكت مع المجاهدين في معركة حامية الوطيس نتج عنها انسحاب المجاهدين، واحتلال القوات المعادية لمركز (علالي)، وفي هذه الاثناء وصلت نجدة من المجاهدين يقودها محمد عقيلة، واحتكت بالفرنسيين في مركز لهم اقاموه خارج (علالي)؛ فألتحمت هناك معركة دامية، اسفرت عن احتلال المقر الفرنسي، والاستيلاء على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015