إن القصائد السابقة تساعد الباحث على تصور الأجواء التي كانت أثر وفاة محمد الشريف رحمه الله، وبذلك يستطيع أن يصل إلى تأثير خبر الوفاة على الإمام المهدي وإخوانه في الحركة.

وبعد أسابيع قليلة من وفاة السيد الشريف أرسل السيد المهدي في طلب العائلة من الجغبوب إلى الكفرة فسافر محمد عابد وأفراد بيت والده مصحوباً بالسيد أحمد الريفي، وأبي سيف مقرب، وبهذا الانتقال لم يبقى من أفراد البيت السنوسي أحد بالجغبوب (?).

وفي عام 1314هـ جاء جلة أعيان برقة، ورؤساء القبائل لزيارة الإمام المهدي ليقدموا لسيادته أحر التعازي في وفاة أخيه (?) ويتدارسوا آخر تطورات الأوضاع الدولية، والمحلية، والإقليمية.

رابعاً: رحلة الامام المهدي الى السودان الغربي، والصدام مع فرنسا ووفاته:

كان الامام المهدي يرسل البعثات الاستكشافية في الصحراء، ويحفر الآبار، ويتفقد الطرق الموصلة الى وسط السودان الغربي، وكانت تلك الاستعدادت تجري على قدم وساق، في جو من الكتمان الشديد، وبعد اربع سنوات من المكوث في الكفره شد رحاله الى زاوية قرو في برقو في السودان الغربي، ليشرف بنفسه على تنظيم المقاومة، واتخاذ الأهبة لمواجهة القوات الفرنسية الزاحفة نحو بحيرة تشاد (?)، وقد غادر المهدي الكفرة في أواخر جماد الثاني عام 1317هـ ورافقه أفراد أسرته، وكبار الأخوان، وشيوخ الزوايا، وأعيان القبائل وكان ذلك في أواخر جماد الثاني عام 1317هـ (?) وكان عدد رفقائه من الرجال 1066 رجل وهم الأخوان وشيوخ القبائل والحاشية الخاصة والخدم (?)، واستغرقت المدة بين الكفرة وقرو السودان الغربي، شهرين تقريباً (?)، وبمجرد وصول الامام المهدي الى قرو وحط رحاله هناك أخذ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015