جميع ماحواه وفر عدد قليل من الفرنسيين الى (علالي) ثم قرر القائد السنوسي الزحف على مركز (علالي) وحاول بعض المجاهدين اقناعه ليكون زحفهم بعد تريث، غير ان القائد صمم على تحرير (علالي) من القوات الفرنسية أو أن يسكن (علالي) غرف الجنة، وتم الهجوم بروح جهادية عالية، واستشهد القائد السنوسي، واضطر المجاهدون تحت وابل الرصاص للإنسحاب بعد أن قتلوا من الجيش الفرنسي اضعاف مضاعفة، وفي هذه الاثناء وصل الى المجاهدين خبر وفاة الامام المهدي (?)،
فخارت العزائم، وضعفت الهمم وكانت وفاة المهدي بعد أن اشتد المرض عليه، وكان ذلك في يوم الاحد 24 صفر 1320هـ الموافق 2 يونيو 1902م في زاوية قرو. واقترح احمد الريفي نقل جثمان المهدي الى الكفرة فتم ذلك ودفن في زاوية التاج (?).
لقد كان محمد المهدي داعية من الطراز الأول، تجسدت في شخصيته صفات القادة الربانيين، وكان يهتم بأمر المسلمين، في كل صقع من أصقاع العالم وكان يؤلمه اي خلاف اسلامي او أي مشكلة تقع بين الأفراد، أو بين العائلات، أو بين القبائل، فكان يولي هذه الناحية مجهودات كبيرة في فكره وتفكيره، ويتخذ كل الوسائل لازالة سوء التفاهم بعمله وآرائه وتدبيره، عاملاً على إحلال الصفاء والوئام محل الشقاق والخصام (?)
وكان عفيفاً، يحترز من المال العام، فعلى سبيل المثال وصل الى الجغبوب حاكم برقة العثماني الفريق رشيد باشا، وحل بطبيعة الحال ضيفاً مكرماً على الامام المهدي، فعومل هذا الضيف بالاكرام والاحترام والتقدير، ولم يتناول مع محمد المهدي الطعام إلا مرتين اثنتين، ومرد ذلك الى أن موارد الجغبوب التي ينفق منها كانت من الاوقاف الاسلامية، والصدقات، والزكاة الشرعية، والهبات التي خصصها المتبرعون بها لتنفق على أوجه البر والاحسان ثم ما احتسب للمشاريع الاصلاحية والانشاء والتعمير، وللإنفاق على المشاريع، وعلى طلاب العلم، والضيوف، وعابري السبيل، والمعسرين، وبطبيعة الحال أن دار الضيافة -وهي احد