هذه الحركة إليه، فأرسل محمد المهدي في عام 1300هـ رسالة الى محمد المهدي السنوسي مع أحد أتباعه واسمه "الطاهر اسحق" وهو من اهالي البلاد الواقعة غرب دارفور، وقد جاء في الرسالة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله الوالي الكريم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله مع التسليم وبعد: فمن عبد ربه الفقير إليه محمد المهدي بن عبد الله الى حبيبه في الله محمد المهدي ابن الولي السنوسي؛ فيا أيها الحبيب الواقف على سنّة النبي المرشد المرقي العباد الى مقام التقريب، قد كنا ياحبيبي ومن معنا من الاعوان نتظرك لإقامة الدين قبل حصول المهدية للعبد الذليل، وقد كاتبناك لما سمعنا باستقامتك ودعايتك الى الله على السنّة النبوية وتأهبك لإحياء الدين بأن نصير إليك ونجتمع معك فلم ترد إلينا المكاتبة وأظن عدم وصولها إليك حتى أني ذاكرت المعنيين فأبوا ذلك لهوان الدين عندهم وتمكن حب الوطن والحياة في قلوبهم وقلة توحيدهم حتى بايعوني الضعفاء على الفرار بالدين وإقامته على ماطلب رب العالمين وقنعت نفوس من بايعنا من الحياة لما يرون للدين من الممات ولازال المساكين الذين لم يبالوا في الله بما فاتهم من المحبوب يزدادون وفيما عند الله يرغبون حتى هجمت المهدية الكبرى من الله ورسوله على عبده الحقير، والله هو الفاعل المختار الذي هو على كل شيء قدير، فامرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أكاتب بها الشرق والغرب من غني أو فقير فصدق بها من أراد الله سعادته وكذب بها الاشقياء، وصاروا في النكير. مع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد خلفني بالمهدية مراراً بالجلوس عل كرسيه وألبسني سيفه بحضرة الخلفاء والأولياء والأقطاب والملائكة المقربين والخضر عليه السلام.

وأعلمت انه لاينصر عليّ أحد بعد إتيان سيف النصر إليّ من حضرته - صلى الله عليه وسلم - ولازال التأييد من الله ورسوله يزداد، وأنت منا على بال حتى جاءنا الاخبار فيك من النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنك من الوزراء لي ثم لازلنا نتظرك حتى أعلمنا النبي الخضر عليه السلام بأحوالكم وما أنتم عليه ثم حصلت حضرة عظيمة عين فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - خلفاء خلفائه من أصحابي فجلس أحد أصحابي على كرسي أبي بكر الصديق، وأحدهم على كرسي عمر، وأوقف كرسي عثمان وقال: هذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015