إن نظرة المهدي للثورات الغير مدروسة دراسة دقيقة، تتيح للأجانب التدخل، ويرى أن طريق البناء، والتربية، والإعداد العقدي، والوسائل السلمية هي الطريقة المثلى، وتجنب الفتنة حتى لا يتدخل الأجانب في شؤون المسلمين وكان المهدي قد لزم نفسه واتباعه سياسة حكيمة رشيدة، بعيدة عن ردود الأفعال يقول الاستاذ نيقولا زيادة: (طلب العرابيون مساعدته عام 1882م، وتقدمت إليه إيطاليا راغبة في الاتفاق معه على مقاومة التقدم الفرنسي في تونس عام 1881م وحتى السلطان العثماني طلب منه العون في حربه هذه ضد روسيا عام 1876م، وجرب الألمان ان يحصلوا على عون منه، ضد فرنسا في أفريقيا عام 1872م، لكن السيد المهدي رفض جميع هذه العروض والطلبات، وفضل أن يظل بمنأى عن النزاع الدولي ليتم لهم نشر الاسلام وإصلاح أحوال المجتمع المسلم الذي نذر نفسه له، شأن أبيه من قبل) (?).

حاول زعيم الثورة العرابية احمد العرابي ان يثير الاخوان السنوسيين وشرح لهم موقفه وجهاده ومن بين من كتب لهم السادة؛ أحمد الريفي، وفالح الظاهري، محمد البسكري، وأبي سيف مقرب، ومحمد المدني، أحمد بن ادريس الأشهب، أحمد العيساوي، وعندما وصلت الكتب الى أولئك السادة رفع كل منهم كتابه الخاص الى السيد المهدي ورفضوا الرد على عرابي باشا مالم يؤمروا من السيد المهدي إذ لاحق لهم في المخابرات السياسية والاتصال في مثل هذه الأحوال بالعالم الخارجي دون أن يأمرهم زعيم الحركة (?).

وهذا يدل على قوة التنظيم، ومتانة الحركة، وهيبة القيادة، وفهم الاخوان، وتلاحم الصف، ودراسة الأمور بتأني.

ثامناً: موقف المهدي السنوسي من الثورة السودانية:

سمع محمد احمدالمهدي السوداني بما حققته الحركة السنوسية من نجاح فائق، وانتصار عظيم، وتوسع كبير في الصحراء الكبرى، وفي القبائل الليبية، فرغب بضم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015