الكرسي لابن السنوسي الى أن يأتيكم بقرب أو طول وأجلس أحد أصحابي على كرسي عليّ رضوان الله عليهم أجمعين.
ولازالت روحانيتك تحضر معنا في بعض الحضرات مع أصحابي الذين هم خلفاء خلفاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. واعلم وإن كان لايخفى عليك أن المهدية كعلم الساعة لايعلمها على الحقيقة إلا الله كما بينه المحققون، كالسيد أحمد بن ادريس، فإنه قد قال: (كتبت في المهدية أربعة عشر نسخة من نسخ أهل الله) وقال: (سيخرج من جهة لايعرفونها وعلى حال ينكرونها). وكذلك قال محي الدين في بعض تفاسيره الى غير ذلك من أقوال المحقيقين ولا سيما وأن المهدية لاتدعي لكثرة أعدائها وقوتهم وعلى أنها لما ظهرت أنا بينهم أظهرهم في أشد الضعف والقلة فلولا أنها من الله تعالى مامكثنا في الدنيا يوماً واحداً من شدة قوتهم وضعفنا وهم محتاطون بنا من كل جانب فألقى الله في قلوبهم الرعب ومدهم بالخيبة. وقد أمرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - بالهجرة الى جبل الغرب يقال له قدير، يلصق جبل يقال له، ماسه، فجمعوا جموعهم إلينا مراراً فقتلهم الله وأحرق جلودهم بالنار. يرى ذلك الخاص والعام علامة لشقاوة من أنكر مهديتي وقد أعلم - صلى الله عليه وسلم - أن من شك في مهديتي كافر وكررها ثلاثاً ومراراً يقول من أنكر مهديتي ومن خالفني فأبى امري كافر فمن أراد الله له السعادة صدق بمهديتي ومن جعل الله له شكوكاً وشبهاً تصده عن الايمان بمهديتي، فيخذله الله في الدنيا قبل الآخرة إلا من أراد الله تعالى له الهداية بعد. فإذا بلغك جوابي هذا، إما أن تجاهد في جهاتك الى مصر وجهاتها أو تهاجر إلينا) (?).
وكان رد السنوسي بقوله: (إنني لم أبلغ منزلة الغبار الذي ثار في أنف فرس عثمان - رضي الله عنه - في إحدى غزواته مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا جواب عندي على هذا الكتاب) ثم أمر الرسول بالعودة من حيث جاء (?) (وأوصى ملك واداي بأن لا يحرك ساكناً مع المتمهدي بل إذا جاءه محارباً يحاربه) (?).