لكنه طلب مقابلة الشيخ المهدي فأذن له في ذلك، واجتمع به وسئل هل له من حاجة من الشيخ!؟ فقال: ماعندي حاجة، إنما القصد من إتياني النظر في وجه الشيخ لما أسمع عنه، وحظي الانكليزي بالإكرام، وحسن القبول، ومكث عنده ثلاثة أيام ضيفاً كريماً ثم كر راجعاً الى طريق مصر (?).
وكان محمد المهدي السنوسي يوصي جميع أخوانه ومشايخ الزوايا، واتباع الحركة بعدم أخذ أموال السواحين والغرباء ولو من الافرنج، ويقول على رؤوس الاشهاد إن قتلهم واخذ أموالهم لظلم عظيم، والظلم يرجع على فاعله بالنكال والوبال (?).
إما اتهام الحركة السنوسية بكراهية اليهود والنصارى فالمعلوم عنها تمسكها بالشريعة، فكان اتباعها يعاملون أهل الكتاب حسب توجيهات الاسلام، إما كراهيتهم للمستعمرين المعتدين، فهذا أمر يوجبه عليهم دينهم، وكان القصد من الحرب الاعلامية الداعية لتمهيد الرأي العام الأوروبي واقناعه بما ستخطوه فرنسا ضد الحركة فيما بعد، وقد أنصف عدد من الكتّاب المحدثين السنوسية وردوا على تلك التهم، منهم؛ محمد فؤاد شكري، زيادة نقولا، بريتشارد، الحشائشي (?).
أما بريطانيا، فكان موقفها من الحركة السنوسية في بداية الأمر استطلاعياً، وكانت حريصة على جمع معلومات دقيقة عن الحركة وخصوصاً وأن لها أطماعاً في مصر، وتخشى من جهاد السنوسية ضدها، كما أن نفوذ بريطانيا في طرابلس كان قوياً، وقد زار الرحالة هاملتون الانكليزي سيوه، وتحدث عن الحركة السنوسية واستمر موقف بريطانيا يمتاز بالهدوء تجاه الحركة السنوسية، حتى عام 1882م عندها شرعت بريطانيا بإحتلال مصر، وقامت ثورة عرابي، تحركت بريطانيا بكافة الوسائل المتاحة لها لتمنع أية مساعدة متوقعة قد تُقدم لعرابي، وتدخلت لدى الدولة العثمانية لمنع الحركة السنوسية من دعم الثورة العرابية (?).