تولت فرنسا مهمة الهجوم الاعلامي على الحركة السنوسية، وأرسلت عدداً من الرحالة منهم دوفرييه، ثم وقفت من الحركة موقفاً عدائياً وشنت عليها حرباً دعائية، بواسطة رحالتها الذين كتبوا عن السنوسية، وقصدت بذلك تشوية الحركة، كما تجلى موقفها العدائي في ضغطها على الباب العالي للتضييق على السنوسية. ثم تبلور هذا الموقف في حربها الظالمة لمواقع الحركة السنوسية في تشاد وسنتحدث عنها في موضع آخر.
وكان أكثر الرحالة الفرنسيين تعصباً في كتاباته دوفرييه الذي اتهم السنوسية بعدة تهم وبالغ في تخيلاته، وذلك أنه رأى في الحركة خطراً عظيماً يتهدد مصالح فرنسا والمسيحية في افريقيا وقد اعتبر دوفرييه السنوسية مسؤولة عن جميع حوادث الاغتيال التي حدثت في الصحراء ضد بعض الرحالة الأوروبيين، كما اتهمها بالتعصب وكراهية اليهود والنصارى وصورها عدواً فاغراً فاه للقضاء على الأوروبيين، وزعم أنها حرّكت وساعدت جميع الثورات التي قامت في الجزائر، وقد وافق الرحالة لوي رين على بعض هذه التهم ورددها كتّاب آخرون مثل مونتيه وهوايت وفبرود. إن السنوسية ماتعرضت لمثل هذه الحرب الدعائية إلا لكونها حركة اسلامية جهادية دعوية شاملة في مفاهيمها (?) أما اتهامها بالاغتيالات فهذا باطل ومردود بالحجة والبرهان، والدليل، بل كان الإمام المهدي يعامل غير المسلمين باللطف والبشاشة والرفق وحسن الخلق؛ وعندما يريدون الرجوع يرسل معهم من يوصلهم الى المكان الذي يريدون سواء مصر أو درنة أو بنغازي، ويقول للاخوان؛ لابد لنا من إكرام الأجنبي، ويعني غير المسلم، عسى الله أن يهديه الى الدين الحق لأن واجبات المسلم وشعائره إكرام الضيف كيفما كانت ديانته ليبلّغ عنا ماشاهده منا والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم (?).
وفي عام 1312م قدم على الجغبوب رجل انكليزي، فأراد بعض الاخوان أن يؤذوه،