السنوسيون هي تلاوة القرآن الكريم والتفقه فيه والعمل به قال تعالى:

{لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون} (سورة الحشر، آية 21).

إن القرآن الكريم يطهر النفوس، ويحي القلوب، ويغذي الأرواح ويصل الافراد بخالقهم العظيم سبحانه وتعالى، ولا تعجب أيها القارئ الكريم اذا علمت أن احمد الشريف السنوسي القائد الثالث للحركة السنوسية -رحمه الله تعالى- كان يشترط في حرسه الخاص حفظ القرآن الكريم وان التعاقب بين جنوده يعرف عن طريق تلاوة الاجزاء من القرآن الكريم.

وكانت الحركة في وسائلها التربوية لأتباعها تهتم بأخبار العالم الاسلامي وتوصيلها الى الأتباع، وكانت الزوايا تقوم بهذا الدور، وكانت القوافل تتوغل في الدول الاسلامية للتجارة، وتأتي بأخبار الاسلام والمسلمين، والأعداء، وكانت تغذي اتباعها بالتربية الفكرية والنفسية للوقوف ضد اطماع النصارى الغزاة المجرمين وكانت تهتم بالتربية الجسدية لأتباعها ولذلك نجدهم يقطعون الفيافي والصحارى على الجمال ثم يجاهدون الأعداء بعد قطع مئات الكيلومترات، وقد وجدت في سيرة عمر المختار -رحمه الله- انه قطع على جواده ثلاثة أيام متواصلة ليلها بنهارها لفض النزاع بين عزير المصري قائد من ضباط الاتراك واحدى القبائل، وهذا يدل على لياقة بدنية عالية، وقوة بدنية متميزة.

كان المهدي السنوسي يسير بخطى ثابتة، ووفق أهداف مرسومة، ويستعد للمستقبل القريب حيث بدأت الأطماع الفرنسية تتوغل في أفريقيا، وبدأت الدول الأوروبية تصطدم مصالحها مع وجود الحركة السنوسية في أفريقيا.

سادساً: موقف الدول الأوروبية من الحركة:

حققت الحركة السنوسية انتشاراً كبيراً في أواسط أفريقيا، وتوطد سلطانها في قلب الصحراء الكبرى، وكانت عقبة في طريق الرسالات التنصيرية التي وجدت في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015