المتعادية، ويدعوها الى أخوة الاسلام، وشغلها بالطاعة، ودفعها نحو المعالي، والأخلاق الرفيعة، واستطاع أن ينظم من القبائل كتائب للجهاد ساهمت في قتال فرنسا وبعد وفاته قاتلت ايطاليا.

لقد كرّس المهدي جهوده للبناء الداخلي في الحركة واختط طريقاً سلمياً تجنب الاحتكاك فيه جهد المستطاع بالقوى المحيطة به، واستطاع أن يتخذ مواقف تدل على بعد نظره وثاقب فكره من الثورات التي حدثت في السودان وفي مصر، وكذلك الدول الأوروبية.

خامساً: المنهج التربوي الجهادي:

حرص الإمام المهدي على تعميق المنهج التربوي في أتباع الحركة، وكان

-رحمه الله- يدرك تماماً أن العمل بأحكام القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة يقتضي وجود القوة والسلطان، ولذلك جعل من الزوايا مركزاً لتعليم الرماية أيضاً؛ فكان يحث الاخوان والأتباع على إتقانها ويبث فيهم روح الأنفة والنشاط ويحملهم على الطراد والجلاد، ويعظم في اعينهم فضيلة الجهاد، وكان المهدي يمتلك خمسين بندقية خاصة يعتني بتنظيفها وإعدادها دائماً بيده ولا يرضى بأن يؤدى هذا غيره من أتباعه الكثيرين قصداً، وعمداً، حتى يقتدى به الناس ويهتموا بأمر الجهاد، ويحفلوا به (?).

ونشطت الحركة السنوسية في تعبئة اتباعها على الاستعداد للجهاد، ونظمت صفوفها، ورأى السلطان عبد الحميد الثاني في الحركة السنوسية قوة منظمة ومعدة اعداداً مادياً ومعنوياً جيداً يمكن استغلالها في المواجهة العسكرية المتوقعة مع أعداء الدولة العثمانية في شمال أفريقيا، وقد أعرب السلطان عبد الحميد عن ثقته بقوة الحركة السنوسية قائلاً: (واذا كان هناك احد عليه الدفاع عن حقوقنا، فهو الشيخ السنوسي، لأنه قادر على أن يجمع حوله ثلاثين ألفاً من الرجال، ولن يتخلى عن بنغازي إلا بعد قتال ثم إن صلته بمئات الألوف من أتباع الطرق والمريدين قوية، فإذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015