قام السنوسيون قومتهم؛ فلابد أن يجرون الإيطاليين الى صراع دموي أشد مما شهدته السودان في ثورة المهدي، لقد جهزنا السنوسي بمقدار كافي من الاسلحة والذخائر، فهم قوة لايستهان بهم أبداً) (?).
كان هذا التصريح بعد ما وصلت للسلطان عبد الحميد المخططات الايطالية التي كانت تستهدف ليبيا، لأن ايطاليا كانت تحلم بضم شمال أفريقيا، لأنها تراه ميراث ايطالي هكذا صرح رئيس وزرائها (مارتريني) لكن فرنسا احتلت تونس، وانكلترا احتلت مصر، ولم يبق أمام إيطاليا إلا ليبيا.
واستطاعت مخابرات السلطان عبد الحميد الثاني أن تكشف سياسة ايطاليا في ليبيا التي كانت على ثلاث مراحل:
1. الحلول السلمية، بإنشاء المدارس والبنوك وغيرها من " مؤسسات خدمية".
2. العمل على أن تعترف الدول بآمال إيطاليا في احتلال ليبيا، بالطرق الدبلوماسية.
3. إعلان الحرب على الدولة العثمانية والاحتلال الفعلي.
وكانت السياسة الايطالية لاتلفت النظر الى تحركاتها، بعكس السياسة البريطانية أو الفرنسية في ذلك الوقت وكان الايطاليون يتحركون بحكمة وهدوء شديدين دون إثارة حساسية العثمانيين.
وكان السلطان عبد الحميد متيقظاً لتلك الأطماع الايطالية وطلب معلومات من مصادر مختلفة عن نشاط إيطاليا في ليبيا وأهدافهم، فجاءته المعلومات تقول: (إن للايطاليين بمدارسهم وبنوكهم ومؤسساتهم الخيرية التي يقيمونها في الولايات العثمانية، سواء في ليبيا أو في ألبانيا، هدفاً أخيراً هو تحقيق أطماع إيطاليا في الاستيلاء على كل من: