الجبارنة ومسموع الكلمة وهو والد المقتول، فأصبح داعية كبرى لغزو أولاد علي وأنشد قصيدة باللغة الشعبية مثيرة لما كمن من الاحقاد والضغائن، ومسعرة لشرار الغضب، ومذكية لنار الانتقام يستنجد بها جميع القبائل الموالية له أو التابعة والمرتبطة به، كما جرت العادات ويحثهم في قصيدته بالاستعداد لغزو أولاد علي، وقتل رجالهم، وأخذ أموالهم وسبي نساءهم وكانت مطلع قصيدته تقول:

يا عون من قابلا عون ... وأشرف على رأس عال

أو جنة فراجين وحسون ... أوعينت طامية في المشالي (?)

وكاد الشيخ ابوسيف أن ينجح فيما أراده للغزو حيث لبي طلبه، وأخذت قبائل أولاد علي تستعد للمعركة وأرسلت الى الشيخ ابي سيف تدعوه للإسراع للقتال وفي هذه الأثناء وصل كتاب من شيخ زاوية مسوس السنوسي الاشهب الى الزعيم محمد المهدي يخبره بالأمر، فأرسل المهدي في طلب الشيخ أبي سيف بسرعة، فأمتثل الأخير أمر السيد المهدي في الوقت الذي تقرر فيه الغزو وارجأه الى أن يعود من الجغبوب ولما وصل الشيخ ابو سيف ومثل امام يدي إمام الحركة السنوسية الذي أخذ ينصحه في الإقلاع عما عزم عليه، ويبين له حرمة هذا الفعل الجاهلي، فأمتثل الشيخ ابو سيف أمر المهدي، واقلع عن فكرته وعاهد إمام الحركة بالعدول عنها وان لايعود لمثلها، بالرغم عمّا في ذلك من المساس بكرامته وكرامة بني قومه وسمعتهم التي يرون حفظها في الأخذ بالثأر ورجع الشيخ أبي سيف وبر بوعده وأمر قومه والنجدات التي استعدت لمساعدته بالرجوع الى مواطنهم، وكتب الى زعيم قبائل أولاد علي وبقية شيوخهم يخبرهم بالعدول عن رأيه وأن يكونوا في مأمن من جهته لا خوفاً منهم ولا خشية من العاقبة ولكن امتثالاً لأمر الشرع وطاعة لزعيم الحركة السنوسية (?).

وكان المهدي يحرص دائماً على ازالة البغضاء والشحناء من نفوس القبائل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015