الحركة السنوسية، واحتل بها مكانة رفيعة في قلوب الاخوان والأتباع ومؤيدي الدعوة، فكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويبث العلوم في اوساط القبائل متبعاً في ذلك كتاب الله تعالى وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -.
قال احمد رفيق المهدوي:
كانت طريقته القيام بسنة
نبوية لالاءة الاوضاح
فله من الخدمات للاسلام
مايعلو على متناول الشراح
يكفيه نشر الدين في الالاف من
أقصى حدود (الشاد) حتى (الواح)
نصر لدين الله بين مجاهل
صعبت على الرواد والسياح
فازوا من الفتح المبين بعزة
الاسلام بعد عبادة الاشباح (?)
لقد تحلى الامام محمد المهدي بعلم وورع وتقوى، وشخصية جذابة، وبعد نظر، وثاقب فكر، ورأي صحيح، وعزم شديد وحرص أكيد على اتمام البناء الذي شيده والده، والعمل بكل جهد وقوة من أجل نشر الدعوة بين أهل البلاد القريبة والبعيدة في أفريقيا الوسطى خصوصاً حتى ذاع صيته، وتمكن السنوسيون بفضل الله تعالى ثم جهودهم المتواصلة من أن يصلوا بدعوتهم الى قلب الصحراء الكبرى، وأطرافها حتى جهات بحيرة تشاد ومايجاورها من إمارات اسلامية قديمة أو قبائل زنجية وثنية أو قبائل أخرى لم يكن قد صلح حال اسلامها بعد (?).
لقد دخلت عدة قبائل افريقية في الدعوة الاسلامية بفضل الله تعالى ثم جهود الحركة السنوسية ومن أشهر القبائل التي استجابت لدعاة الحركة السنوسية؛ قبيلة بلي التي كانت على الوثنية، ووصلت الدعوة الاسلامية الى شعب التيدا في بلاد تيبستس بالصحراء الكبرى جنوب واحة فزان، فقد كانوا لايعرفون من الاسلام إلا إسمه، وكان دعاة الحركة السنوسية قد توغلوا في افريقيا ووصلوا الى بلاد الجَلا في الحبشة، فيرسلون إليها في كل عام من هَرَر، حيث تتمتع السنوسية بنفوذ كبير،