وتكاد تجد كل الرؤساء منهم في بلاط الأمير بلا استثناء، وكانت الحركة السنوسية، تفتح المدارس وتبنى المساجد، والمراكز الاصلاحية وتشتري العبيد ثم يعلمونهم مبادئ الاسلام ثم يعتقوهم ويرسلونهم الى أوطانهم وقبائلهم ليدعوا اقوامهم الى الاسلام (?).
واستفادت الحركة السنوسية من هجرة القبائل العربية القديمة في افريقيا وجددت الصلة معها ونسقت معها في الدعوة وفي الجهاد ضد فرنسا ومن اشهر هذه القبائل؛ أولاد سليمان، أولاد يعقوب، أولاد غنّام، المحافيظ وغيرها كثير وكانت قد استقر بعضها في مالي، وتشاد، والنيجر، ونيجيريا، والكمرون (?).
وتمكن الامام المهدي ان يبني علاقات قوية مع الامارات الاسلامية في واداي، وبرقو، وكانم وغيرها، واختط خطة حكيمة كانت مبنية على الحيطة والحذر من النفوذ الصليبي الأوروبي في افريقيا ثم عدم التردد في مكافحة هذه الدول إذا جد الجد، كما فعل مع فرنسا (?).
وواصل المهدي السنوسي سيره في فتح المراكز الاصلاحية، والمدارس القرآنية، وبناء المساجد التي اهتمت بنشر الاسلام، وقام بإرسال دعاة ومبشرين بالاسلام ودين الله، اشتهر منهم العلامة، محمد عبد الله السني، والشيخ حموده المقعاوي، وطاهر الدغماري، وغيرهم كثير.
وقام المهدي، بتقوية الصلات التجارية بين الزوايا وبين مراكز التجارة والاسواق المختلفة، ونتج عن ذلك استتباب الأمن في هذه الربوع وإنتشار الطمأنينة، فقد زاد نشاط القوافل وأقدم المسافرون والتجار على قطع الفيافي والصحارى من غير تردد، فظهرت بوادر العمران في الطرق الصحراوية وأصبح من الميسور على دعاة الحركة أن يصحبوا هذه القوافل وهؤلاء المسافرين والتجار في رحلاتهم وأسفارهم ويدعون الى