الأرزاق (التموين)، واستلام الوارد وحفظه، الى جانب هذا النظام المحكم، هناك مجالس فرعية في كل أقليم من الأقاليم تضم رؤساء المراكز الاصلاحية في ذلك الاقليم، للنظر فيم يتعلق باختصاصاتهم، والشؤون
المرتبطة بهم، فعلى هذا التخطيط كانت تدار شؤون الحركة (?).
ومن الملاحظ أن مبدأ التفرغ كان موجوداً في الحركة، لقناعة الحركة السنوسية أن الأعمال العظيمة تحتاج الى أوقات كبيرة، وجهود ضخمة، وهمم عالية، ولذلك سلكت الحركة السنوسية مسلك تفريغ بعض القيادات، ووفرت المال اللازم لهذا الهدف، ووفرت كل مايحتاجه الافراد المتفرغين حتى يستطيع المتفرغون أن يبذلوا مافي وسعهم من أجل الدعوة ونشرها بين الناس.
واهتم الامام المهدي بتطوير العاصمة السنوسية، فحفلت الجغبوب بالنشاط العلمي والزراعي وانتظم سير العمل في معهد الجغبوب، ووزع تلاميذ المدارس القرآنية على أقسام، ورتبت بدقة أمور الدراسة، وكل مايتعلق بالطلاب، كذلك سارت حركة الصناعة البسيطة التي يحتاجها الأهالي كالحدادة والنجارة ... الخ واستصلحت مساحات من الأراضي وصارت تنتج الخضار والتمور، وارتبطت الجغبوب بالزوايا المتناثرة في الصحراء، فكانت القوافل تمر منها في رحلاتها بين الساحل الأفريقي والصحراء، وبين مصر والمغرب، كما كانت قبلة وفود القبائل التي تدين بالولاء للسنوسية، وانتظم سير العمل في الزوايا بسبب التنظيم الدقيق الذي سادها؛ وكان الاتصال بين المركز والزوايا يتم بانتظام، ودقة بالغين، فالرسائل مستمرة بين المهدي ورؤساء الزوايا تنقلها القوافل في طريقها، أو ينقلها في بعض الاحيان مبعوثون إذا استوجب الأمر الاستعجال، وتضمنت الرسائل تعاليم الحركة للزوايا وتقارير رؤساء الزوايا للمركز بالاضافة الى أخبار الحركة والاخوان (?) وكانت الزوايا تقوم بدورها في جمع المعلومات وما يتعلق بالقضايا الأمنية وترسلها الى الجغبوب،