وكان ابن السنوسي يقف احتراماً للمهدي عندما يستأذنه للخروج، وأنه أصلح له حذاءه مرة وقال للاخوان: اشهدوا أنني خدمت المهدي، فخجل ابنه وتبللت ملابسه بالعرق وأحمر وجهه حياء حتى قيل أنه أصيب بنوع من الحمى (?).

وقال في احدى المناسبات (المهدي له السيف والشريف له الكتاب. ثم البسه السيف وقال له تقدم لتصلي بنا) (?).

وحرص ابن السنوسي أن يزوج ابنه المهدي في حياته، فزوجه وهو لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره بفاطمة ابنة عمران بن بركة وذلك عام 1275هـ/1858م، وقد أنجبت للمهدي عدة أولاد وتوفيت في حياته سنة 1891م (?).

ثانياً: مبايعته:

عندما توفي ابن السنوسي في صفر عام 1276هـ كانت سن محمد المهدي حوالي ستة عشر سنة، ومع هذا فقد خف كبار العلماء والشيوخ في الحركة السنوسية الى مبايعته، وكان على رأسهم عمران بن بركة، وأحمد الريفي، علي بن عبد المولى، ومحمد المدني التلمساني، محمد بن حسن البسكري، وعبد المتعال الادريسي، احمد ابوالقاسم التواتي، ابوالقاسم العيساوي، عمر الأشهب، محمد بن الشفيع، مصطفى المحجوب، عبد الرحيم المحبوب، عمر الفضيل، محمد السكوري، احمد ابوسيف، محمد بن الصادق الطائفي، ابوسيف مقرب، ومحمد بن ابراهيم الغماري، عبد الله السني، المرتضى فركاش، حسين الغرياني، فالح الظاهري، فقدموا لمحمد المهدي وشقيقه محمد الشريف واجب التعزية، وبايعوا الإمام المهدي قاطعين على أنفسهم عهد الله وميثاقه أن لايتهاونوا بواجب الامانة التي تركها شيخهم الجليل لهم، وانهم مستعدون لتقديم الانفس والأرواح، في سبيل دعوتهم ودينهم، وكانت تلك البيعة قبل دفن ابن السنوسي (?) -رحمه الله تعالى- وقد بين عمران بن بركة في خطبة تأبين ابن السنوسي هذه البيعة في قوله: ( ...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015