وَبعث عَامر بْن لؤَي إِلَى هَوْذَة بْن عَليّ الْحَنَفِيّ صَاحب الْيَمَامَة فَأَما كسْرَى فمزق كتاب رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما بلغه ذَلِك مزق اللَّه ملكه إِذا هلك كسْرَى فَلَا كسْرَى بعده وَأما قَيْصر فَسَأَلَ أَبَا سُفْيَان عَمَّا سَأَلَ ثمَّ قَرَأَ كتاب رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ خلا بِدِحْيَةَ الْكَلْبِيّ وَقَالَ إِنِّي أعلم أَن صَاحبكُم نَبِي مُرْسل وَأَنه الَّذِي كُنَّا ننتظره ونجده فِي كتَابنَا وَلَكِن أَخَاف الرّوم على نَفسِي وَلَولَا ذَاك لَا تَبعته وَلَكِن اذْهَبْ إِلَى ضغاطر الأسقف فاذكر لَهُ أَمر صَاحبكُم وَانْظُر مَاذَا يَقُول فجَاء دحْيَة وَأخْبرهُ مِمَّا جَاءَ بِهِ من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى هِرقل وَبِمَا يَدْعُو إِلَيْهِ فَقَالَ ضغاطر صَاحبك وَالله نَبِي مُرْسل نعرفه بِصفتِهِ ونجده فِي كتَابنَا باسمه ثمَّ دخل فَألْقى ثيابًا كَانَت عَلَيْهِ سَوْدَاء وَلبس ثيابًا بَيْضَاء ثمَّ أَخذ عَصَاهُ وَخرج على الرّوم وهم فِي الْكَنِيسَة فَقَالَ للروم إِنَّه قد أَتَانَا كتاب من أَحْمَد يَدْعُو فِيهِ إِلَى اللَّه وَإِنِّي أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّد عَبده وَرَسُوله فَوَثَبُوا إِلَيْهِ وثبة رجل وَاحِد وضربوه حَتَّى قَتَلُوهُ فَرجع دحْيَة إِلَى هِرقل وَأخْبرهُ الْخَبَر قَالَ قلت لَك إِنَّا نخافهم على أَنْفُسنَا فضغاطر كَانَ