إن التمسك بالأخلاق مع التوحيد أَمْرٌ لا مَنْدُوحَةَ فيه، وقضية لا بد منها؛ وذلك لأمرين:
الأول: أن حسن الخلق بمثابة العصب في الجسم، يربط بين الإخوان برباط وثيق من الأخوة، والمحبة، والتسامح، والصفاء، التي هي عناصر مهمة وعظيمة، لا غنى عنها في بناء الصف الإسلامي، وإنشاء المجتمع الإيماني.
الثاني: أن فقدان الأخلاق الإسلامية في صفوف المسلمين جَرَّتْ عليهم الويلات، وَسَبَّبَتْ لهم كثيرًا من الخلافات والانشقاقات.
وإذا كان كثير من الدعاة قد أدركوا ما للتوحيد من أهمية بالغة في البناء والتربية، وأنه لا يحل أن يسبقه شيء من جهاد، أو سياسة، أو غير ذلك، لكنهم ما يزالون يعانون من نقص حاد في التربية الأخلاقية .. الأمر الذي نَجَمَ عنه ثغرات كبيرة في العمل الإسلامي، وشروخ عميقة في الميدان الجهادي، صَدَّعَتْ الجماعات الإسلامية، وأوهت قواها، بل وَشَتَّتَتْ شَمْلَهَا ..
ولهذا تجرع العاملون للإسلام مرارةَ إهمالهم للتربية الخلقية، فحصدوا التفرق والشتات، وجنوا البغضاءَ، والْمُهَاتَرَاتِ (?)، وشماتة الأعداء، فكان الفشل