التيه والمخرج (صفحة 69)

((إن مشركي زماننا أغلظُ شركًا من الْأَوَّلِينَ؛ لأن الْأَوَّلِينَ يشركون في الرخاء، ويخلصون في الشدة، ومشركو زماننا شركهم دائمًا في الرخاء والشدة)) (?).

الثانية: أن مسلمي زماننا لو فهموا لا إله إلا الله لا يعملون بمقتضاها.

فإن كفار قريش كانوا يفهمون معنى لا إله إلا الله، ويدركون مقتضاها؛ ولذلك لم ينطقوا بها؛ لأنهم يعلمون لوازمها.

وأما معظم أهل زماننا فلا يعلمون معناها، ولو علموا معناها لم يعلموا مقتضاها ولوازمها، ولم يدركوا نواقضها، وَإِنْ هُمْ علموا مقتضاها ونواقضها لم يعملوا بها، بل هم قائمون على مخالفتها، لا يدينون بولاء، ولا يعرفون براء، يُبَاعُونَ بالدرهم والدينار، وَيُشْتَرَوْنَ بالخبز والإسكان.

((نحن اليوم نعيش في جاهلية كالجاهلية التي عاصرها الإسلام (?)،

أو أظلم، كُلُّ ما حولنا جاهلية، تصورات الناس، وعقائدهم، وعاداتهم، وتقاليدهم، وموارد ثقافتهم، وفنونهم، وآدابهم، وشرائعهم، وقوانينهم، حتى الكثير مما نسميه ثقافة إسلامية، ومراجع إسلامية، وفلسفة إسلامية، وتفكيرًا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015