- وقد ورد في القراءات والأحرف السبعة الحديث المتفق على صحته: "إن هذا القرآن نزلَ على سبعة أحرف"، وقد أرّق العلماءَ هذا الحديثُ، وأشكلَ على كثير منهم؛ لأن المقصود به لم يفهم، فالناس قد اتّفقوا على أن المقصود بالحديث بألفاظه المختلفة الزائدة على لب الباب وهو أن إنزال القرآن على سبعة أحرف إنما هو للتخفيف.

وإنما جاء التخفيف في كيفيات الأداء والنطق؛ وذكر أبو عبيد القاسم بن سلام أن الحديث متواتر، كما أثر عن عثمان بن عفّان - رضي الله عنه - حين قام في الناس وهم في المسجد وطلب ممن سمع بهذا الحديث أن يقف، فقام جمعٌ غفيرٌ من الصحابة سمع الحديثَ لكن لم يروِه. رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي في "مسنده الكبير" (?).

وقال الحافظ السيوطي - رحمه الله -: "اختُلف في معنى حديث "أنزل القرآن على سبعة أحرف" على نحو من أربعين قولا: أحدها: أنه من المشكل الذي لا يُدرى معناه؛ لأن الحرف يصدق على حرف الهجاء وعلى الكلمة وعلى المعنى وعلى الجهة. قاله ابن سعدان" النحوي (?). ثم سرد الأقوال.

قلت: والمتأمّلُ لهذه الأقوال يجد أنّ الناس في هذا الحديث على مذهبين كبيرين:

الأول: ما ذكره الحافظ بأن الحديث مشكل لا يُدرى معناه (?)؛ وهذا الذي مال إليه العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي صاحب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015