"الأضواء" (?) - رحمه الله - واختاره السيوطي وغيرُه، حتى قال ابن الجزري: "ولا زلت أستشكل هذا الحديث وأفكّر فيه وأُمعن النظر من نيَّفٍ وثلاثين سنة ... " (?)، وهو الذي عليه شيخنا الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عثمان - رحمة الله علينا وعليه -؛ قال: "والمختار عندي أنه من المتشابه الذي لا يدرى تأويله" (?).

الثاني: أنه ليس بمشكل، ويدخل في هذا أقوال كثيرة من أحسنها عندي: ما ذهب إليه شيخ المفسّرين وإمام المؤرخين الإمام محمد بن جرير الطبري، وتبعه ابن عطيّة (?): أن الأحرف لُغات العرب، واختاره منّاعُ القطّان في مباحثه في علوم القرآن (?)، وهذا الرأي رأي قوي له وجاهته، وهو القريب عندي. والله أعلم.

قال الإمام الطبري في "الجامع": "والدلالة على صحة ما قُلناه من أنّ معنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "نزل القرآن على سبعة أحرف" إنما هو أنه نزل بسبع لغات تقدم الروايات الثابتة عن عمر بن الخطّاب، وعبد الله بن مسعود، وأبيّ بن كعب، وسائر مَن قدّمنا الرواية عنهم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في أوّل الباب أنهم تماروا في القرآن؛ فخالف بعضهم بعضا في التلاوة دون ما في ذلك من المعاني، وأنهم احتكموا فيه للنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فاستقرأ كُلَّ رجل منهم، ثم صوّب جميعهم في قراءتهم على اختلافها حتى ارتاب بعضهم لتصويبه إيّاهم؛ فقال - صلى الله عليه وسلم - للذي ارتاب منهم عند تصويبه جميعهم: "إن الله أمرني أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015