قال عبيد: يا أمير المؤمنين هم البينون ترك وأرم، إذا سئلوا أخبروا أنهم من العرب أصلهم، وإن لهم بيتاً يعبدون فيه ربهم ويطوفون حوله سبع مرات ويذبحون - وذلك في شهر من السنة - قال: فلما كثرت الأعداء بين بنيان ذلك البيت - فكنا إذا فعلنا ذلك خرجنا إليه تعظيماً له اعتزلنا دون - فلما رأى ذلك أولونا جعلوا في بلادهم وموضعهم الذي يسكنونه بيتاً مثل ذلك البيت، فنحن اليوم نعظمه ونطوف حوله سبع مرات ونذبح له في شهر من السنة ويعظمه ثلاثة أيام من جاء من الناس.
قال معاوية: يا عبيد وما علمك بذلك؟ قال: غزوت يا أمير المؤمنين أرض الترك من هذه الناحية. قال: من أي؟ قال: من نحو الخرز - فإذا ناس منهم علماء يدينون - فسألتهم عن أنفسهم ومن يليهم، فكان هذا ما ذكروا لي. قال معاوية: لقد أخبرت بهذا الخبر عن ترك تبع ولا أدري أي التبابعة هو ترك الصين قوماً من اليمن؟ قال: هذا من تفسير ذلك الحديث.
قال معاوية: فهل قيل في ذلك شعر؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين قال في ذلك تبع الأكبر:
أنا تبع الأملاك من نسل حمير ... ملكنا عباد الله في الزمن الخالي
ملكناهم قهر أو سارت خيولنا ... لعمري غير نكس وأعزال
فجالت لدى شرق البلاد وغربها ... لهتك ستور نكثة ذات هوال
وعطل منها كل حصن ممنع ... ونقل عنها ما حوت ثم من مال
وتلك شروق الأرض فيها وطئتها ... إلى الصين والأتراك حالا على حال
فابنا جميعاً بالسبايا وكلنا ... على كل محبوك من الخيل صهال
بكل فتاة لم تر الشمس وجهها ... أسيلة مجرى الدمع بيضاء مكسال