حرب تواعدني حلفت لأن ... عمرت أو بقيت لها نفسي
لأوجهن عمراً لمهلكهم ... ذا الحزم لا بالخامل النكس
حتى يبقر من بطون نسائهم ... ويذيقهم ما ذاق ذو الرمس
إني إذا هاج الملوك لحربنا ... هيجت أبطالاً لذي دعس
قال: فلما رجع إلى اليمن أقام بها دهراً طويلاً، وهابته الملوك من الأعاجم وغيرها لما كان من وقعته بالترك، وأتته هدايا من قبل الهند من كتان وحرير ومتاع الصين ومسك وما يكون في بلاد الصين. فقال للرسول الذي بلغ من بلاد الهند: ويحك أكل ما أرى في بلادكم؟ فقال: أبيت اللعن أيها الملك نعم. قال: ورغب الملك في غزو الصين. حتى إلى على غزو الصين قال: فتجهز لغزوها وسار بجيوشه وقومه من أهل اليمن. فسار ساحلاً حتى خرج على طريق جده الرائش - الذي كان أخذه نحو المشرق - فلما انتهى إلى خراسان سار عن يمين مسير جده حتى أتى الركائك وأصحاب القلانس السود ودخل الصين فغنمها وأكثر القتل والسبي فيها، فكان مسيره ومقامه ورجوعه من غزوته تلك سبع سنين وعشرة أشهر، ثم رجع وخلف بأرض الصين رجلاً من خيار أصحابه - يقال له بأرض بن النبت - في اثني عشر تالف فارس من خيار أصحابه وفرسانه رابطة مقيمين معه في البلد، ثم إلى تبع أن لا يدع أرضاً مما كانت آباؤه قد حوته من أرض الأعاجم وغيرهم إلا ودع فيها رابطة وعسكراً من رجاله، وذلك حين رجع
من أرض الصين.
قال معاوية: لله أبوك يا عبيد فهل يعرف من خلف بأرض الصين؟