وزاد فيه العقيان والدر والياقوت وجعله كالمجن وإن الإسرائيلي غيب أحسن ما كان معه من الدر والياقوت ثم عرضه على بعض الناس وبلغ ذلك الملك عمراً، فأرسل إلى الإسرائيلي فأتى به فقال له: لم غيبت عني عتيق ما معك وبعت مني نفايته ألم أبلغك أملك في درك وياقوتك؟ قال: نعم أيها الملك، قال: فما حملك على ما فعلت؟ قال له الإسرائيلي: هو مالي أيها الملك أبيع منه ما أحببت وأحبس منه ما أحببت. فغضب عليه الملك وأمر به فنزع عنه ما معه من در وياقوت وكان يسيراً وإن الإسرائيلي رصد الذي يحمل
التاج إلى البيت يوماً ليعلق على البيت فعمد إليه الإسرائيلي فقتله وأخذ التاج وركب نجيباً ورفع رأسه في أول الليل وأصبح الناس فلم يردوا من ذهب بالتاج واشتبه عليهم الأمر حتى أتى الخبر اليقين من بيت المقدس، فأرسل الملك عمرو إلى بني إسرائيل - وكان صاحب أمرهم فاران بن يعقوب بن سبط بن يامين - يأمره برد التاج ويأخذ منه كفاف حقه ويطل له الدم الذي أصاب، واعترف الملك بالزلة وندم عليه، فأبى عليه فاران. فأرسل إليه الملك عمرو: إنه يعلق على البيت العتيق بمكة ولم يجعل في ذلك التاج غصباً قط ولا غلولا، فأرسل إليه فاران أني أعلقه على بيت المقدس، فأرسل إليه الملك عمرو: إن الله هو الغني، فهل تسلب بيتاً لبيت فتعظم شعائر الله وتحلها بغلول؟ فأرسل إليه فاران: نحن أهل كتاب أعلم بالله منك، فأرسل إليه الملك عمرو: اعلم الناس بالله من أطاعة ولم يعصه ولم أر بيتاً يسلب بيتاً ولكن ملكاً يسلب ملكاً. فخرجنا إليهم في مائتي ألف نحن جرهم في مائة ألف وعملاق في مائة ألف ونصرنا الأحوص بن عمرو العبدودي بطن من قضاعة بن مالك بن حمير في خمسين ألفاً من عبدود بن كليب بن وبرة بن حلوان بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير. واستنصر فاران بن يعقوب بقومه من الروم - وكان صاحب