عن غربة الحارث بن مضاض الجرهمي قال: أخبرني عبد مناف عن أبيه عبد المطلب بن هاشم إنه قال: أدركنا الحكماء والمعمرين وأهل الآثار بالعلم الأول من أهل تهامة يذكرون غربة الحارث بن مضاض الجرهمي المتوج فكل قد رفع
الحديث إلى الياس بن مضر وكان الياس بن مضر مؤمنا. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (لا تسبوا جدي الياس فإنه كان مؤمناً ولا تسبوا تيما فإنه كان مؤمنا) زعم أن الياس قال: سالت عمي إياد بن نزار بن معد بن عدنان بن ادد بن همسيع بن نبت بن قيذار بن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام قال: قلت له يا عم ما كان أصل مالك؟ قال لي: نعم يا بني مات أبي نزار وخلفنا ونحن أربعة أخوة - أنا ومضر وربيعة وانمار - وكنت أكبر أخوتي فاستخلفني عليهم وأمرني إن لم يتراضوا في القسمة أن يرتفعوا إلى القلمس الحكيم - أفعى نجران - فبلغنا إلى أفعى نجران فحكم لي بالخف والظلف وحكم لمضر بالقبة وحكم لربيعة بالفرس وحكم لانمار بالأرض. فحلت علينا أزمة شديدة فأهلكت مالي فلم يبق لي غير عشرة أبعرة فكنت أكري ظهورها وأعود به إلى أهلي حتى أتت رفقة إلى الشام من أهل مكة وأهل تهامة فأكريت ظهور جمالي وخرجت معهم وخرج أخوتي في الرفقة ربيعة ومضر وانمار فباع الناس تجاراتهم واشتروا ثم إني أكريت ابلي إلى المدينة، فلما بلغناها التمست شيئاً أكري فلم أجد، وتواعد الناس للرحيل بلغداة وبيننا وبين مكة عشر مناهل، فأمسيت مغموماً، فبنما أنا كذلك إذ سمعت صوتاً كالرعد وهو ينادي ويقول: أيها الناس من يحملني إلى البلد الحرام وله وقر جمله دراً وياقوتاً وعقياناً، فلا يجيبه أحد، اشتغل الناس عنه بأموالهم، قلت لنفسي ومالي لا أعطيه جملاً فإن كان صادقاً كان في ذلك الغنى وإن كان كاذباً لم يضرني ذلك، فلم أزل أتبع الصوت حتى ظهر لي فإذا بشيخ كالنخلة