مستقبلة من أبواب قصوره حتى أحدقوا به يزفونه إلى قصوره وخيامه، فلما دنا من باب قصره (?) وخيامه قامت الحجاب رافعي ستور أبواب قصره معظمين مجلين له، وبادرت إليه أزواجه، فلما نظرت زوجته إلى جمال وجهه قد ضوعف في حسنه وإشراقه ونوره، ازدادت له حباً وعشقاً، وأشرقت قصوره وقبابه وخيامه وأزواجه من نور وجهه وجماله، وازدادت أزواجه حسناً وجمالاً ووجاهة وحشمة، ثم نزلوا عن خيولهم إلى صحون قصورهم، ثم اطمأنوا على فرشهم وعادوا إلى نعيمهم.

واشتاقوا إلى منادمة إخوانهم، فركبوا النجائب والخيل عليها يتزاورون، حتى التقوا على أنهار الجنة (?) ففرشت لهم نمارق الجنان (?) وزاربيها على كثبان المسك والكافور، وتقابل الإخوان على السرور والشراب، فقامت الولدان بالكأسات والأباريق والأكواب يغترفون من أنهار الجنة، أنهارهم الخمر والسلسبيل والتسنيم.

فلما أخذت الولدان الكأسات واغترفوا ليسقوا أولياء الرحمن، لم يشعروا إلا بنداء الله عز وجل: يا أوليائي طالما رأيتكم في الدنيا وقد ذبلت شفاهكم، ويبست حلوقكم من العطش، فتعاطوا اليوم الكأس فيما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015