لعظمته الجبارون، وذل لقضائه الأولون والآخرون، نفذ في الأشياء علمه بما كان وبما لا يكون، (وبما لو كان كيف كان يكون (?) ، فأحاط بالأشياء علماً، وسمع أصواتها سمعاً، وأدرك أشخاصها [.......] (?) ونفذ فيها إرادته، وأمضى (?) فيها مشيئته، فهي مدبرة [.....] (?) . وقربها اختراعاً فكانت عن إرادته، لم يتقدم منها شيء قبل وقته الذي أراد فيه كونه، [ولَمْ] (?) يتأخر فيه عن نهيه، وكيف يستصعب عليه من لم يكن شيئاً مذكوراً حتى كونه سبحانه الواحد القهار.
فلما سَرَّ أولياء الله برؤيته وأكرمهم بقربه، ونعَّم قلوبهم بمناجاته واستماع كلامه، أذن لهم بالانصراف إلى ما أعد لهم من كرامته ونعيمهم ولذاتهم، فانصرفوا على خيل الدر والياقوت، على الأسرة فوقها الحجال، ترف وتطير في رياض الجنان.
فما ظنك بوجوه نظرت إلى الله عز وجل وسمعت كلامه كيف ضاعف حسنها وجمالها؟ وزاد ذلك في أشراقها ونورها، فلم تزل في مسيرها حتى أشرفت على قصورها.
فلما بدت لخدامها وقهارمتها وولدانها بادر كل واحد منهم خدامه وقهارمته وولدانه