ثم علم بعد آدم من عرب الأنبياء صلوات الله عليهم نبيا نبيا ما شاء أن يعلمه حتى انتهى الأمر إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا التوقيف هو عند ابن فارس منشأ اللغات.
هذا وقد اشتهر الكتاب أيضا باسم "توقيف المناوي"1 وكذلك باسم "كتاب التعاريف"2.
منهجه في التوقيف:
نبع منهج المناوي في وضع هذا الكتاب من اشتغاله باللغة واهتمامه بالقواميس فقد كتب شرحا لقاموس الفيروزآبادي وصل فيه إلى حرف الذال وسماه "إيناس النفوس بشرح القاموس"3 وكتب عليه زيادات واستدراكات. كما أنه اختصر "الأساس للزمخشري، ورتبه كالقاموس وسماه: "أحكام الأساس". وله أيضا "القول المأنوس"4 رد فيه على بعض ما جاء في صحاح الجوهري، كما نبع أيضا من منطلق أن اللغات العربية هي أشرف اللغات وأنها غنية بالمفردات اللغوية ولا تضاهيها في هذا المضمار لغة أخرى، وأن معانيها قد تشق على كل عربي فصيح.
وقد أشار إلى ذلك في مقدمته وذكر أنه "وقف على كتاب لبعض المتقدمين ملقب "بالذريعة إلى معرفة ما أصلت عليه الشريعة" ذكر فيه تعريف الألفاظ المتداولة على ألسنة جملة الشريعة المحتاج إليها في العلوم الشرعية الثلاثة، ولا يستغني مفسر ولا محدث ولا فقيه عن معرفتها، ورأيت المولى العديم المثال الجرجاني قد انتقى من ذلك الكتاب تعريفات واصطلاحات ولم يستوعبه لكن زاد من غيره قليلا، وألفيت الإمام الراغب ألف كتابا في تحقيق مفردات ألفاظ القرآن أتى فيه بما يدهش الناظر، ويذهل الماهر، وذكر أن ذلك نافع في كل علم من علوم الشرع، فجمعت زبد هذه الكتب الثلاثة ووشحتها بفوائد استخرجتها من بطون الدفاتر المعتبرة، وطرزتها بفرائد اقتنصتها من قاموس