من أمر الدين والإِسلام أشد تضييعًا، وبه أشد تهاونًا واستخفافًا، وكذلك من ترك بر والديه وضيع حقوقهما مع عظم حقهما عليه، وتربيتهما إياه، وتعطفهما عليه، ورفقهما به صغيرًا، وإحسانهما إليه كبيرًا، وخالف أمر الله ووصيته إياه فيهما فهو لغير ذَلِكَ من حقوق الله أشد تضييعًا.
وكذلك من ترك جهاد أعداء الله تعالى وخالف أمره في قتاله مع كفرهم بالله، ومناصبتهم أنبياءه وأولياءه للحرب فهو كجهاد من هو دونه من فساق أهل التوحيد، ومحاربة من سواه من أهل الزيغ والنفاق أشد تركًا، فهذِه الأمور الثلاثة تجمع المحافظة عليهن الدلالة لمن حافظهن أنه محافظ على ما سواهن، ويجمع تضييعهن الدلالة على تضييع ما سواهن من أمر الدين والإسلام، فلذلك خصهن - صلى الله عليه وسلم - بأنهن أفضل الأعمال (?).
وحديث ابن عباس: "لا هجرة بعد الفتح" أسلفنا تأويله (?)، وقال ابن التين: (يريد) (?) لمن لم يكن هاجر؛ دليله الحديث الآخر: "أذن للمهاجر أن يقيم بمكة ثلاثًا بعد الصدر" (?)، وكذلك في حديث سعد: أخلف بعد أصحابي فقال: "اللَّهُمَّ أمض لأصحابي هجرتهم" (?).
وقيل: كانت الهجرة (ضربان) (?):