10) (يا أكرم الرسل (الخلق) ما لي من ألوذ به … سواك عند حلول الحادث العمم)

10) (يَا أَكْرَمَ الرُّسُلِ (?) مَا لِي مَن أَلُوْذُ بِهِ … سِوَاكَ عِنْدَ حُلُوْلِ الحَادِثِ العَمِمِ)

التَّعْلِيْقُ: فِي هَذَا البَيْتِ دُعَاءٌ لِغَيْرِ اللهِ تَعَالَى، وَهَذَا شِرْكٌ بِاللهِ - وَإِنْ قُصِدَتْ بِهِ الشَّفَاعَةُ - لِأَنَّ طَلَبَ الشَّفَاعَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ شِرْكٌ بِدَلِيْلِ قَوْلِهِ تَعَالَى {وَيَعْبُدُوْنَ مِنْ دُوْنِ اللهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُوْلُوْنَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللهِ قُلْ أَتُنَبِّئُوْنَ اللهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُوْنَ} (يُوْنُس:18)، فَسَمَّى اللهُ تَعَالَى اتِّخَاذَ الشُّفَعَاءِ عِنْدَهُ شِرْكًا، وَقَدْ جَعَلَ اللهُ تَعَالَى لِلشَّفَاعَةِ شُرُوْطًا مِنْهَا رِضَاهُ عَنِ المَشْفُوْعِ، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيْهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُوْنَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُوْنَ} (الأَنْبِيَاء: 28)، فَيَكُوْنَ مِنْ أَسْبَابِ هَذِهِ الشَّفَاعَةِ طَلَبُ الرِّضَى مِنَ اللهِ تَعَالَى.

وَأَيْضًا فَاللهُ تَعَالَى لَمْ يَجْعَلْ مِنْ أَسْبَابِ حُصُوْلِ هَذِهِ الشَّفَاعَةِ أَنْ تُطْلَبَ مِنْ غَيْرِهِ تَعَالَى، بَلْ أَخْبَرَ سُبْحَانَهُ أَنَّ شِرْكَ المُشْرِكِيْنَ الأَوَائِلَ كَانَ فِي طَلَبِ الشَّفَاعَةِ مِنَ الأَوْلِيَاءِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَيَعْبُدُوْنَ مِنْ دُوْنِ اللهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُوْلُوْنَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللهِ قُلْ أَتُنَبِّئُوْنَ اللهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُوْنَ} (يُوْنُس: 18)، وَقَدْ أَخْبَرَ النَّبِيُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْضًا أَنَّ الدُّعَاءَ هُوَ العِبَادَةُ. (?)

أَمَّا إِنْ كَانَ المَقْصُوْدُ بِذَلِكَ يَوْمَ القِيَامَةِ عِنْدَ مَوْقِفِ الشَّفَاعَةِ الكُبْرَى لِنَبِيِّنَا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَيَصِحُّ ذَلِكَ؛ وَلَكِنْ بِقُيُوْدٍ؛ مِنْهَا:

أ) تَصْحِيْحُ ذَلِكَ البَيْتِ لِيَكُوْنَ المَقْصُوْدُ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَفِي الحَدِيْثِ (إِيَّاكَ وَكُلَّ أَمْرٍ يُعْتَذرُ مِنْهُ). (?)

ب) نَفْيُ الحَصْرِ فِي قَوْلِهِ (مَا لِي مَنْ أَلُوْذُ بِهِ سِوَاكَ) فَيُجْعَلُ فِيْهِ التَّرْتِيْبُ بِـ (اللهِ تَعَالَى) ثُمَّ (أَنْتَ).

ج) مَعْرِفَةُ أَنَّ شَفَاعَتَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهَا أَسْبَابٌ - لَا تَنَالُ مَنْ يَدْعُوْ غَيْرَ اللهِ تَعَالَى -.

د) أَنَّ الشَّفَاعَةَ لَهَا شَرْطَان هُمَا: رِضَى اللهِ تَعَالَى عَنِ المَشْفُوْعِ، وَإِذْنُهُ لِلشَّافِعِ فِي أَنْ يَشْفَعَ. (?)

هـ) أَنَّ ذَلِكَ بِهَذِهِ القُيُوْدِ يَصِحُّ لِكَوْنِهِ مِنْ بَابِ سُؤَالِ الحَيِّ الحَاضِرِ القَادِرِ؛ بِخِلَافِ مَنْ يَدْعُو النَّبِيَّ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - اليَوْمَ. (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015