1) عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الخُدْريِّ مَرْفُوْعًا (مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى الصَّلَاةِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ السَّائِلِيْنَ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّ مَمْشَايَ هذَا) (?). وَهُوَ حَدِيْثٌ ضَعِيْفٌ، فِيْهِ عَطِيَّةُ العَوْفِيُّ؛ مُجْمَعٌ عَلَى ضَعْفِهِ. (?)
2) كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ قَالَ: (بِسْمِ اللهِ، آمَنْتُ باللَّهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، اللَّهُمَّ بِحَقِّ السَّائِلِيْنَ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّ مَخْرَجِي هَذَا، فَإِنِّي لَمْ أَخْرُجْهُ أَشَرًا وَلَا بَطَرًا وَلَا رِيَاءً وَلَا سُمْعَةً، خَرَجْتُ ابْتِغاءَ مَرْضَاتِكَ، وَاتِّقاءَ سَخَطِكَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُعِيْذَنِي مِنَ النَّارِ وتُدْخِلَنِي الجَنَّةَ) (?). مُنْكَرٌ، فِيْهِ الوَازِعُ بْنُ نَافِعٍ العُقَيْلِيُّ، وَهوَ مُتَّفَقٌ عَلَى ضَعْفِهِ.
وَلَكِنْ مَعَ كَوْنِ هَذَيْنِ الحَدِيْثَيْنِ ضَعِيْفَيْنِ فَهُمَا لَا يَدُلَّانِ عَلَى التَّوَسُّلِ بِالمَخْلُوْقِيْنَ أَبَدًا، وَإِنَّمَا يَعُوْدَانِ إِلَى أَحَدِ أَنْوَاعِ التَّوَسُّلِ المَشْرُوْعَةِ الَّذِيْ تَقَدَّمَ الكَلَامُ عَنْهُ، وَهُوَ التَّوَسُّلِ إِلَى اللهِ تَعَالَى بِصِفَةٍ مِنْ صِفَاتِهِ عَزَّ وَجَلَّ، لِأَنَّ فِيْهِمَا التَّوَسُّلَ بِحَقِّ السَّائِلِيْنَ عَلَى اللهِ وَبِحَقِّ مَمْشَى المُصَلِّيْنَ. فَمَا هُوَ حَقُّ السَّائِلِيْنَ عَلَى اللهِ تَعَالَى؟ لَا شَكَّ أَنَّهُ إِجَابَةُ دُعَائِهِم، وَإِجَابَةُ اللهِ دُعَاءَ عِبَادِهِ؛ هِيَ صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَكَذَلِكَ حَقُّ مَمْشَى المُسْلِمِ إِلَى المَسْجِدِ هُوَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُ وَيُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، وَأَنْ يَجْعَلَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَسَنَةً وَيَمْحِي عَنْهُ سَيِّئَةً. وَمَغْفِرَةُ اللهِ تَعَالَى وَرَحْمَتُهُ وَإِدْخَالُهُ بَعْضَ خَلْقِهِ مِمَّنْ يُطِيْعُهُ الجَنَّةَ؛ كُلُّ ذَلِكَ صِفَاتٌ لَهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَبِهَذَا تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الحَدِيْثَ الَّذِيْ يَحْتَجُّ بِهِ المُبْتَدِعُوْنَ يَنْقَلِبُ عَلَيْهِم.